لأول مرة أتتبع خارطة تجاعيد تلك الملامح التي أنهكها البعد و لعبت الخيبات دوراً في رسم نظرتها الساخطة وتحركاتها المتوترة دوماً، أتخذ مكاناً موارباً من الباب وأتابعه أرى شروده الدائم وتمتماته التي تقطع حالات غيابه عن الواقع وعودته إلى الحياة أتذكر ذاك الصغير حينما يتحدث بلهجة العارف بكل الأشياء وهو يضع يده على صدره ويقول :
– ” لن يحبنا أبداً ” ويهز راسه ويتبع ملاحظته الأخيرة بــ “صدقيني هذه المرة ”
, في نفسي لا أريد أن أصدق الصغير الذي يلقي ملاحظات يصدف ان تكون صحيحة دائماً و أقرر أن أقف أمامه مباشرة بلا مقدمات غبت حينها في نظراته، قلت لنفسي :
– كم يلزمني من الشجاعة لأعانقه للمرة الأولى وأقول بأنني أفتقدك جداً ؟
هو يستمر كعادته بالاختباء خلف الجمود ليواري سوءة ضعفه، وجدت وأنا أتفحصه ثقباً بالجدار الفاصل بيننا كانت قد أحدثته محاولات لاسترداده إلينا، داخل نفسه كان يعتلي تل همومة ويبكينا بشدة، أرسلت يدي لتستقر فوق كتفه نظر بدهشة من كُشفَ أمره وتراجع قليلاً بقيت يدي على كتفه تحاملت على خوفي بأن يركل المحاولة هذه خلف ظهره ويمضي بكل تعبه ويسد الثقب الأخير، أرسلت رجاءاً لقلبه ثم…….إبتسم.
No Comments