في أماكنهم البعيدة المعزولة يشعر الجميع بأنهم أخف من الريشة حيث لا قيمة حقيقة للأشياء في مواجهة الكم الهائل من الإنتهاك الذي يشعر به أبناء المناطق المستعمرة , في إزابلا تلك القطعة الملاقاة على رقعة الزرقة الواسعة حيث الأسرار الكثيرة التي تفضي إلى الهرب كل شيء يصبح كابوساً ثقيلا , في المستعمرة الكاربية التي أنتجت رالف سنغ الذي يتحدث على لسانه الكاتب بكثير من السخرية والحزن والتخبط عميقة جداً كما هو مكتوب على غلاف الكتاب , نحن لانتسلى حينما نقرأها نحن نقف في عمق البطل ونحلل معه كل الأحداث التي يقدمها لنا نيبول بكثير من التفاصيل التي تزيد المواقف أبداعاً كتابياً خاصةً مذكرات البطل المطرود من المصادفة التي كانت ليست أكثر من أشياء كتبت بين قوسين ( جزيرته والمنفى ) تنشأ حركته بطريقة تعطي إنطباعاً بأن كل شيء وجد رالف نفسه في وسطه كان مصادفة حيث لا شيء إلا الدوافع الداخلية للبطل التي هي وليدة الظروف الإجتماعية المتباينة والثقافات المختلطة والحرب وتوابع الإستعمار وكلمة ثورة تلك الرنانة التي وجدت لتنقل مجموعة من السكان إلى قلب الأحداث السياسية وتكشف لهم زيف اللعبة وصعوبتها ينتقلون من وسط الثورة والخطابات والحديث والإنتماءات لواجهة السلطة التي يتلاشى كل حلم وهدف بعد الإنتصار حيث يكتشفون أن السياسة أكبر من حلم العامّة وأكبر من حزب إشتراكي يدافع عن كل المنتهكين الحديث أسهل كثيراً من عبئ القرار ومن ثقل النظرات التي تنتظر المأمول منهم بعد الإنتصار ,
رائع جداً حديثه عن السياسة و عن الغضب الذي ما أن يصل لمراحله المتقدمة حتى يخمد فجأة من الداخل بلا أسباب ولا مبررات للمحيطين , إنتقالاته بين مراحل العمر وبين الاماكن حديثه عن لندن مأوى المنفيين أحياناً والمثقفين صوره تفاصيله الكثيرة عن الطبيعة وفي وصف الأجواء كانت رائعة أيضاً يكتب بلغة آسرة بالرغم من أن الترجمة لم تكن بالمستوى المأمول .
خمسة نجوم 🙂
نحن نصبح مانراه أنفسنا في عيون الآخرين *
* نيبول
شكرا دكتورة نجود على الكتاب
No Comments