لا داعي من ذكر مقدار الجبن الذي أتحلى فيه لأنه سيتضح جلياً من خلال كلامي هنا عن جنيّة غازي القصيبي هذه الجنيّة كفيلة بجعل كائنة مثلي تمتنع إمتناعاً تاماً عن الإختلاء بنفسها في أي مكان، وعن إطفاء أنوار غرفتها والرواق الخاص بها حتى في النهار والشمس تتوسط كبد السماء … ماعلينا أهو كلو بأجره
سأعترف هنا إعترافاً خطيراً وهذا الأعتراف الخطير يندرج تحت تلك الأراء الشخصية البحته التي تحتمل الرفض كما تحتمل التأييد.
رواية الجنية أعادت ثقتي بغازي القصيبي ككاتب روائي بعد النتائج السلبية التي أحدثتها روايتيه التي وقعت بين يدي سابقاً (حكاية حب سلمى) وفقدت الثقة بـ دغازي على إثرها وجعلتني أتجاهل إسمه على رفوف المكتبات التي أقصد وجولاتي الإنترنتية وأضيف للروايتين جزء من أبو شلاخ البرمائي ولم أكمل الرواية لسبب أجهلةه حتى هذة اللحظة، مع أنها في مقايسي تندرج تحت الــ (لا بأس بها), أما حكاية الجنيّة فكانت جداً مختلفة ربما لأن الأسلوب المنتهج بها جديد بالإضافة إلى أنها نالت من د غازي الكثير من الإهتمام وما المراجع التي صُلبت آخر الكتاب إلا خير دليل على أنه مؤلفه المدلل.
كتب لنا عن تلك الجنيّة التي حولت حياة ضاري إلى بلاد العجائب ,هذا الضاري الذي كان في طريقه إلى أرض الوطن قادماً من لوس أنجلوس ليقضي إجازته الدراسية بين أهله حطت طائرته في المغرب لأسباب خاصة بشركة الطيران، ليصادف بظروف معينه فتاة مغربية يحبها ويتفق معها ع الزواج في طريق عودته، كعادة الزواجات الخارجية تقابل بموجة رفض من الأهل، يقرر ضاري العودة ليتزوجها بقرار لحظي ويكتشف بعدها بأن من إقترن بها ماهي إلا جنيّة هامت به حباً لأسباب مجهولة من هنا تبدأ الإثارة خصوصاً وانّ دغازي القصيبي كتب محذراً القرّاء :
“ولعله من المناسب هنا أن أقول للقرآء الكرام الذين ينوون متابعة
القراءة أنهم يفعلون ذلك على مسؤوليتهم الشخصية”
الرواية ممتعة جداً تنتقد السلوك البشري بطريقة غير مباشرة ويتضح ذلك فيما ذكره على لسان الجنّي قنديش، من وصايا عشر يوصى بها الجنّي إذا أراد أن يتحول إلى جنّي مستأنس ويدرس عن حياة الإنسان. أعجبتني فكرة أن في كل بداية فصل بيت شعر لــ(ناجي).
وفقط .
No Comments