قبل ليالي العيد النساء يركضن في كل اتجاه للظهور بـ “النيو لوك” الخاص بهن، كنت أجلس على طرف كرسي الانتظار أسند ظهري وأستمع للكلمات التي تخرج من بين شقوق الديكور في الغرفة، إحداهن تطلب أن ينحف حاجبها وتنتف كل الشعيرات التي تنمو على أطرافه، وتتحدث تتحدث بغزارة شديدة وانا أعقد حاجبي وأنتظر أن يتوقف هذا السيل من الكلمات لألتقط بعيني بعض الحروف من القصة الأخيرة في الإحتمالات الواردة لخالد الصامطي : ( هنا ) أريد ان انهيها هنا أردد ذلك في عقلي وضعت الكتاب جانباً وبالقلم الجاف أخطط في دفتري بعض الإحتمالات الممكنة لسبب حديث المرأة بهذه الكمية الكبيرة التي إهتزت معها أطراف الكرسي الذي أستند إليه، آه يبدو انها تعيش في وسط هضم حقها في الحديث داخله لذلك هي هنا ليس من أجل حاجبها وفقط، هي هنا من أجل تفريغ شحنات كلامية مكدسة وهل يعقل أن يكون حديثها أصلاً في كل اوقاتها بهذه الغزارة؟ آووووه من أين بهم بكل الحكايات كيف يرتبون جملهم بهذا الشكل؟ كنت أتمنى أن أتعلم الكلام عن كل شيء أي شيء مع أيٍ يكن، لأنني أشعر بوقوف الكلمات دائماً بين أسناني وأكتفي بأن أُلقي نظرة لمن كنت أود الحديث إليه وأمضي أنا لا أجيد الكلام ربما كل ما تحدثت به فوق هو مجرد ( غيرة نساء) من ذات الألف كلمة بالدقيقة.
خططت في دفتري الكثير من الأسباب لحديثها المتواصل الكثير المتشعب، حتى نبهتني العاملة بالصالون أن دوري قد حان لأعدل من شكل حاجبي وددت ان أبدو في هذا العيد شريرة أردتها أن ترفعه جداً من الأطراف لتترك لي مساحة أرسمه بها إلى الأعلى لأبدو حتى وانا أبتسم ذات نظرات مرعبة، لم يسبق لي أن أتمنى تغير شكلي لشكل قاسي يعطي الإنطباع بالشر من النظرة الأولى، يبعد عني المتطفلين حتى وإن أطلقوا بإتجاهي الإتهامات بأنني مغرورة هكذا أستعد لأكون حتى كل القطع التي إشتريتها لأرتديها بالعيد رسمية تعطي إيحاء بالجدية تخيلت أن يكون منظري جديّ وشرير ذات نظرات مرعبة آآآوه أعتقد انه ليس هناك أنثى -في المحيطين حولي- تود أن تكون في يوم العيد بهذه التقاسيم وبذات التركيبه التي أريدها الآن ( لاااااه كيف بدك تكوني ؟؟) تعجبت العاملة قلت لها أريد أن أكون شريرة ضحكت وقالت مستغربه بعد أن دفعت إلي بالمرآة الصغيرة التي كانت بجانبها: وهل لهذه العينين الذابلة من القوة لأن ترسل للآخرين الشر؟ نظرت كثيراً في عينيّ سرحت وسرحت وضعت المرآة جانباً وقلت بحسم”
إرفعيها للأعلى كثيراً لو سمحتي.
ففعلت !
,
لا أريد أن أكتب النصف الأول من الكتابة، كعادة الأشياء التي نكتبها في الأوقات التي يكتب فيها الآخرون، بل أريد أن أكتب الأشياء التي لا نكتبها بمنتصف الأوقات التي ينشغل فيها الآخرون بكتابة النصف القديم. أريد أن أكتب كما أشعر الآن، وأريد أيضاً أن أقف قبالة اللغة! *
*هكذا يقول في وسط إحتمالاته الواردة
,
يكتب خالد الصامطي إحتمالات واردة، بحرفنة قصصية مذهلة يكتب السطر الواحد مختزلاً صدقاً ألماً وحنين و سخرية، كبراءة قلوب أطفال الحيّ الصغار، وكلون الخوف المختبئ بأعين البعض، و كإبتسامة هارب من نار أحكام النظرات المصوبة إليه، وقارئ جيد نسيّ أن يضع حداً ليعرف الواقع مما يقرأة، وكالعشب الأخضر النابت على نهايات أحلامنا الجميلة كانت إحتمالات واردة مذهلة.
كما قرأت عنها هي نقلة في القصص القصيرة السعودية قل ما نجد أحداً كــخالد يكتب من أجل أن يقول شيءً كالأحجية يخبئة بين سطورة في قصة قصيرة هي قصيرة جداً وإن طالت لترتمي أحداثها بين ثلاث أربع خمس ست صفحات.
تقيمي :5من5
5 Comments
:f3:
لروحك الجميله
….
قرأت كلماتك وشعرت اني اقرا شيئا كتبتهااا نفسي
وجدت بيننا اشيــاء كثيره مشتركه
…
لي عودات لمقر حرفك
دمتي بخير
:f1:
بس الشر حلو
ملفت
أدوار الشر دائما هي اللي تثبت بالمخ و ننتظرها
بالمسلسلات الخليجية منها على وجه الخصوص
:hsss:
يبدو رائع ، ومازاد من روعته سوى اسلوبك :f2:
استمتعت هنا ،،
بورك فكرك ، وقلمك …
وسأبحث عن احتمالات خالد الواردة !
تحيتي
قرأت احتمال وارد سابقاً…
وقد كتبت عنه :
( كثير من قصصه قريبة للقلب… نسيت نفسي في خط البلدة… وبكيت على الأشعت… اما القادم الرجل فـ. :oh: .
وأستيقظت في منتصف الليل على واقع يعيشه الكثيرون …..
في بعضها أحسست انه أنا….
لا أعلم لماذا راودني هذا الشعور… ربما للوصف الدقيق المقارب للحقيقة…. بل هو الحقيقة…
أجزم بـ أن في جعبة خالد الكثير…..
فقط أقرأوا إحتماله… وستعرفون….”