من المسودات :
Read in 7 April, 2009
ترجمة الرائع : صالح علماني
,
يبدو أنها شيطنات أخرى لطفل آخر يكتب عنه يوسا الكاتب البيروفي غريب الأطوار والأفكار ,
كل شيء يصنع من يوسا كاتب مختلف تماماً يكتب بجنون أكيد , كل كتاباته عبارة عن شذوذ عن القاعدة ( وليس كل شذوذ سيء بدرجة أو بأخرى) يقول : “إننا لا نكتب الروايات كي نروي الحياة ,وإنما كي نحولها مضيفين إليها شيء ما”,
دون ريغو بيرتو عمل آخر من أعمال ماريو فاراغاس يوسا كـ جزء آخر أو تكملة لـ رواية امتداح الخالة , أعتبر يوسا من أكثر الكتاب المذهلين من حيث حبكة القصة وكمية الأفكار وجنونها في كل مؤلفاته وأيضاً هنا في دفاتر دون ريغو بيرتو , وبالرغم أيضاً بأن الجنس يتقاطع بطريقة أو بأخرى في مؤلفات يوسا بطريقة ربما تخدم الرواية كثيراً وتضيف لها إلا أن هذه الدفاتر
أعتقد أن يوسا هنا كتب للجسد من الناحية الجنسية – ربما يجب أن نقول هنا أن الجنس يدخل بقوة كعنصر أساسي في الروايات اللاتنية لكن يوسا يكتب عنه بطريقة سحرية ويتكأ عليه كثيراً في رواياته.
,أحببت أحداث الرواية جداً الحديث فيها عن الفن والرسامين ( وإن كان بطريقة يخدم فيها الجنس ) كان جميل, التخيلات ونزاوت دون ريغو بيرتو المجنونة الحديث الذي يختلط فيه الأسلوب أحياناً يتذكر ,وأحياناً هو في قلب الحدث كمشارك وأحياناً مجرد راوي من بعيد, تعصب ريغو بيرتو للفردية ضد الجماعات التي يعتبرها بأنها شكل من أشكال العبودية وتحديد لحرية الفرد بطريقة تنفره من كل جماعات أو نوادي اجتماعية, حبه لـدونيا لوكريثيا , الشيزوفرينا التي غزت فونتشيتو هذا الكائن غريب الأطوار الطفل العجوز الناضج البريء الخبيث في آن كل تلك حبكة تتقاطع متمازج مع بعضها لتشكل رواية غريبة رائعة ومنفرة في وقت واحد .
يقول إسكندر حبش ( الذي قدّم الرواية بنسختها العربية ) المقدمة راائعة جداً :
“إنه اليوم في السابعة والخمسين من العمر أي انه في عمرِ النضج الكامل وعمر الطموحات بأسرها فهذا الطفل الفاسد والكاتب الشهير
الذي يعيش متنقلاً في أوربا انحنى في لحظات كثيرة في حياته فوق مصير شعبه انحنى فوق هذا البيرو الذي يبدوا من الصعب جداً تحديد
هويتها فحاضرها ليس بحاضر مجيد كما ان مستقبلها ليس بذلك المستقبل المليء باليقين… إلخ ”
لايزال يوسا من المفضلين لدي لأن رواياته أكثر من رواية .
No Comments