من المسودات المحبوسة منذ :jun-5-2009
,
“لمْ أكن أريدُ إلا أن أعيش وفــقَ الدوافع التي تَنبُع منْ نفسي الحقيقية، فلم كان ذلك بهذه الصعوبه؟”
هيرمان هيسه.
سلسلةٍ منْ الأخطاء الكبيرة التي تراكمت بفعل كذبة صغيرة، كان سنكلير ذو العاشرة من العمر، مدفوعا لها لتحقيق رغبة دفينة بأن يكون بطلا بين أقرانه، كل تلك الأغلال التي خلقها لنفسه، ترسخت في عقله الصغير بأنها نهايةُ العالم وبدايةُ دخوله في عالم الأشرار المخيف، وربما تلك الذنوب البسيطة قادته ليكون دائما ًمطرقاً يفكر بكل ما يتعرض حياته وما يشعر به.. وكَبُرَ سنكلير الصغير يوماً.
نفسُه التي تتوقُ للتفكير، أرسلت إشارات لدميان الذي يكبره بعدة أعوام، لتكون عنصرا جاذبا خلقت صداقة قائمة على تقاسم الصراعات الداخلية التي يلفظها سنكلير بخوف، ويتسقبلها عقل دميان الذي يربت على مخاوفه كأخ كبير يعي طبيعة ما يمر به عقل هذا الصغير المنهك. الهالة التي تحيط بدُميان كان لها تأثير كبير على سنكلير لم يستطع أن يتخلَصَ منها أبداً.
تمحيص الأدلة الدينية ومحاولة اكتشاف مدلولاتها، قد تكون بذرةً للشك خاصة حينما يعتمد الوعاظ على القصص التي ربما تختلط فيها الأساطير أو أشياء تستعصي على بعض العقول الإيمان بها بدون تمحيصها ومحاولة فهمها، ومع الخطوط الحمراء التي تخترعها الأديان في وجه من ينتسبون إليها فالشك هو النتيجة الحتميّة، يتبعها بعد عن مصادر الوعظ التي لا تحترمها.
في دميان عمد هيسه إلى أن يشيرَ لدلالاتٍ دينيةٍ ويعبرَ عن فكرة أننا مجرد تنفيذ لرغباتِ الإله وبأن الخير والشر متواجدين ولهما آلهتهما، ومن خلال شخصية “بوستوريوس” غريبُ الأطوار الذي يسعى لأن يكون قساً لمذهبه الخاص الذي توصل إليه بالتأمل لكنه يخشى أن يعيشه حقيقةً مطلقة .
“هرمان هيسه”مدهش حقاً كل سطر من سطوره مدعاة للتأمل يغوص في نفسك ليجعلك تجابه صراعك الداخلي الذي يحولُ بينكَ وبينكْ، ويجعلُ الأيامَ تمضي وأنتَ مأخوذٌ بذلك الشيء الذي يدعوك لأن تغوص منذ أن تبدأ الحدود الغير مرئية التي تفصلُ بين طفولتكَ ونضجكَ تلك المرحلة التي تتموه فيها حتى ذاتك لنكون شيءً يستعصى على الفهم تكون طفلاً تخفي حقيقة بلوغك كـ ِّسر صغير يخصك وحدك، تبقى تعيش بشرود وأنت لا تعلم هل يتوجب عليك فهمك؟ أم فهم ما حولك يجزي عن ذلك؟
هل تكفي معرفتك بنفسك لتعي حقيقة هذا العالم؟ كيف تستدعي من يشبهونك لتكون معهم صداقات تساعدك لتتأمل ذاتك الحقيقة، كيف تتعامل مع رغباتك وتجعلها تتفتح تحت الضوء الباهر؟ وكيف تعي هل هي رغبات حقيقية أم هي مجرد فقاعات ظهرت في غمرة انشغالك بنفسك؟
كل الشخصيات في هذا العمل تبحث عن حقيقة ما في الوجود، وفي الذات، حتى أصبح نمط الرواية تأمليّ بحت لذلك سأبحث عن أعمال هيسه الأخرى لأنني أريد أن أعيش الدهشة مرة أخرى.
4 Comments
أخيراً تنفست الحرية ، كان يجب إطلاقها من قبل ..
لأنها رواية ” غنية ” ..
شكراً لتعريف بها :f2:
:yes1: <= هذا الفيس يجننننن
[…] دميان هيرمان هيسه 2 Share and […]
[…] قراتها لـ هيرمان هيسه : دميان سدهارتا 0 Share and […]
شكراً لك
تعجبت وانا ابحث في المواقع العربية لاي قراءة لرواية عظيمة مثل دميان
وانا ارى المنتديات والمواقع الادبية تغص بغثاء فكري وروايات اقل ما يقال عنها سطحية
كيف لرواية عظيمة تغوص باعماق النفس البشرية لا تاخذ ولو حيز يسيراً بالقراءات في الانترنت
تسجيل اعجاب لذائقتك
وانصحك بقراءة لعبة الكرات الزجاجية لهيرمان هيسة