آخر تحديث للتدوينة: ٢٢-٥-٢٠٢١
المقاهي حول العالم وعبر الأزمان صديقة للكتابة، ومنذ أن قرأت عن مقهى الفيشاوي، والمقاهي الفرنسية التي يتجمع بها الأدباء وأنا أتوق لأجد المكان المناسب الذي يرتبط بروتيني الخاص يالكتابة. بقيت أبحث عن المكان المثالي للعمل، بين مقاهي جدة، تنقلت بين الشمال والجنوب، وشاركت من خلال قصة انستغرام ( هنا ) صورًا لأماكن العمل بعنوان (مكتبي اليوم)، فكرت بجمعها كلها في تدوينة واحدة لتكون دليلا لزوار وسكّان جدة الذين يبحثون عن أماكنا لتغيير الروتين أثناء العمل.
قبل عدة سنوات قررت اختيار الوظائف التي تمكنني من العمل عن بعد، أصبح مكتبي المنزلي هو المقر الرئيسي لنشاطاتي العملية، فقررت أن أجعل من العمل تجربة مختلفة كل يوم، وما أجمل أن تكتب وتنجز أعمالك بينما تمسك بيدك بكوب القهوة الذي يثير كل أحاسيسك ويلهم كلماتك؟ ووجدت أن تغيير المكان بالنسبة لي من أكثر العناصر التي تحفز خيالي بأفكار متجددة، لذلك بدأت رحلة البحث عن أماكن تصلح للعمل واستمتعت وانا أتنقل، وتعرّفت على أماكن كثيرة والأوقات المناسبة للعمل فيها.
المقاهي:
هيمي – Hemi
مؤخرًا أصبح المكان الأجمل بالنسبة لي في جدة، القهوة لذيذة، والمكان في النهار وبسبب إضاءة الشمس يشعرني بالسعادة والانفتاح على العمل والكتابة، وبسبب حجمه الكبير نادرًا مايكون مزدحم، لذلك أحب العمل فيه أشعر بأنه مكاني المفضل ومكتبي الذي أجد فيه مالذ وطاب من أنواع القهوة. ويجب الإشارة إلى أن أسعاره ممتازة، وجلساته مريحة – خاصة الكنب بجانب الزجاج الأمامي-. يمكنك حضور الاجتماعات فيه بدون ما تشعر أن كل المقهى يحضر معك الاجتماع أو أن أصوات المحيطين تقتحم المايكروفون معك. أقصده في الأيام التي تكون مليئة بالاجتماعات المتتابعة. إذا كنت تبحث عن مكان المفضل للعمل هيمي هو مكانك. بالإضافة إلى أن العاملين فيه على قدر عالي من الأدب والاحترام.
Medd Cafe – مقهى مد:
البيئة الملهمة في مقهى مد مناسبة جدًا للعمل في أي وقت تزور المقهى حتى كان مزدحمًا. القهوة طيّبة جدًا، وكلما دخلت لمد أنجز الكثير، الجلسات متنوعة، الانترنت سريع لحد ما، والكوكيز – كراميلّا بالملح- من عالم آخر. لكن الكراسي غير مريحة للجلسات الطويلة، بالإضافة إلى أن الأكل لا يرضي جميع الأذواق، أحرص قبل الذهاب إلى مد على أن أكل وجبتي في المنزل تحسبًا لأي مداهمة جوع لم أحسب حسابها.
مقهى برو٩٢ – Brew92 cafe:
أفضل الأوقات لزيارة المقهى (بفرعيه) والعمل بعد الساعة العاشرة والنصف، حتى الساعة ٢، وربما الساعات المتأخرة من المساء بعد الساعة الثامنة يعج المقهى بالزوار وغالبًا ما يكون هناك أطفال، لذلك العمل فيه شبه مستحيل في أوقات الذروة.
القهوة ممتازة بالنسبة لي. الإنترنت جيد جدًا، والجلسات مريحة، تعامل الموظفين أكثر من رائع، وما يميّزه عن المقاهي الأخرى توفر وجبة الإفطار والمأكولات الشهية بسعر منخفض وطوال اليوم، وهو الأمر الذي نحتاج إليه معشر المستقلون. الإضاءة حينما تغيب الشمس قد تكون خافتة جدًا في المكان ربما من لا يحب العمل في أجواء مشابهة لن يختار برو ٩٢.
سارة كافي- Sara’s Cafe:
الحقيقة أنا أزور سارة كافي حينما أود التركيز في العمل، لكنني لا أود شرب القهوة، بالنسبة لمقاييسي الشخصية في القهوة لا آفضل تلك التي تقدم في سارة كافيه، المعجنات والأكلات الموجودة لذيذة والقائمة منوّعة حتى للنباتيين والشاي طيّب. الإنترنت دائما في أفضل حال، والبيئة حميمة ومريحة وهادئة. الطابق الثاني للسيدات فقط وهو مناسب لمن تود العمل خارج المنزل ولكن لا تريد الجلوس بالعباءة طوال اليوم.
مقعد القهوة:
في عالم صغير منزوي في منطقة جدة التاريخية، لا أحب في المقهى سوى القهوة السوداء، غير ذلك حقيقة لم يعجبني أي شيء. لكن المكان بحد ذاته ملهم بالنسبة لي أشعر بأن العمل هناك يجعل مني كاتبة أفضل، لا يوجد إنترنت لكنه حتمًا المكان الأمثل لكتابة القصص والحكايات، بالنسبة لي لا أغيب عنده لفترات طويلة.
ورم أند فروستي- Warm and frosty :
المكان هادئ والعاملين فيه ودودين لأقصى حد، يجيبون على تساؤات الزوّار بكل رحابة صدر، لا يوجد فيه أكل متوفّر طوال الوقت مجرد حلى ونوعين من الساندويتشات الخفيفة، لا أذهب للمكان وأنا جائعة هو مكان لاحتساء القهوة والكتابة فقط، وربما حديث عابر مع أحد الأصدقاء.
بافرط – BAFarat:
بالنسبة لي المكان ممتاز للعمل في أي وقت، الإنترنت متوفر وبسرعة ممتازة، أعجبتني القهوة العربية، أنواع القهوة الأخرى لم أجدها بالطعم الذي أفضّل، لديهم كمية منوّعة من الحلويات اللذيذة، والمكان ملهم وغالبًا ستلتقي بالكثير من الوجوه المألوفة.
قهوة مريم:
مقهى صغير وكأنه مخبأ سرّي، أو مغارة للعجائب – أو ربما أحب إضافة القليل من الوصف الدراماتيكي- المهم هذا المكان جميل في فترة الصباح للعمل والتأمل والكتابة، ولكنه يصبح مكتظًا غالبًا في المساء ولا يمكن لأي أحد أن يكتب أو يقرأ فيه من الإزعاج. ولكن قهوتهم تعتبر جيّدة.
AlMokha
مقهى الموخا من الاكتشافات الحديثة لي في جدة، وفي المنطقة التي يتواجد بها تحديدًا، لا توجد مقاهي جميلة منافسة تقدم قهوة مختصة ولذيذة وهو أقر المقاهي لمنزلي لذلك رجحت كفته مؤخرًا، المكان بالجدران البيضاء يشعرك بالراحة وضوء الشمس الجميل يجعل منه مكان ملهم ومناسب للعمل في فترة الصباح، ولكنه يصبح مكتظًا بالزوار في المساء يصعب العمل فيه.
مقهى لوكالز:
قهوة طيّبة و “توست بالأفوكادو” من عالم آخر، من المقاهي الجديدة التي أحب في بعض الحالات العمل فيها، حينما أكون في مزاج للعمل في مكان مكتظ ومليئ بالحياة، وحينما أكتب قصّة أبحث فيها عن إلهام من وجوه الناس وطريقتهم بالكلام، أقصد مقهى لوكالز، كون المكان دائمًا مزدحم، لا يمكنك العمل وحضور الاجتماعات فيه -لأنني جرّبت وكانت تجربة سيئة- ولكن رغم ازدحامه لم يتأخروا مرة واحدة في تقديم القهوة بوقتها، وكما ذكرت قد يناسب من يحب العمل في الأماكن المليئة بالناس والضحكات والموسيقى.
من المقاهي التي كنت أضفتها حينما كتبت التدوينة أول مرة عام ٢٠١٧.
كوب و كنبة – Cup and Couch
كنت أحب العمل في هذا المقهى لكن أسلوب ملّاك المكان في غاية الوقاحة، لذلك منذ سنة ونصف لم أزور هذا المقهى ولم أعمل به. لأنني أحب أن أكون في مكان يحترم ولائي، ويتعامل معي باحترام. حتى لو كانت القهوة أفضل قهوة في جدة. ولكن للأمانة القهوة لذيذة لدرجة لا يمكنني تصديقها أحيانًا. المكان ممتاز للعمل خاصة بعد الساعة التاسعة صباحًا. الأكل جيد. الإنترنت لا يعمل معي بكل الأوقات لذلك أفضل زيارة المقهى حينما لا أحتاج الانترنت وفقط أود التركيز والكتابة بعيدًا عن ملهيات الإنترنت. إذا كنت لا تهتم إلا بالقهوة من المؤكد أنه المكان المناسب لك.
في حالة جربت مقهى جديد سأشارككم تجربتي، ماهي المقاهي التي تحبون العمل بها؟ سأسعد بقراءة تجاوبكم.