الفنان البولندي باول كوزنسكي، من مواليد السبعينات – ١٩٧٦م في مدينة شتشيتسين البولندية- تخرج من أكاديمية الفنون الجميلة في بوزنان، وبدأ بنشر رسوماته منذ عام ٢٠٠٤.
ما يميز رسوماته هو حسها النقدي البارز، الذي يتخذ السخرية غطاء للقضايا التي يتناولها، فكل لوحاته حيّة وحاضِرة بالواقع الذي نعيشه، وتلامسنا بقسوة -أحياناً- كونه يجعل الكائن المعاصر فينا يقف متأملاً أمام المعضلات التي نمر عليها كل يوم مرور الكرام، مثل القضايا التي نعلم بوجودها، لكن تكرارا عرضها وحدوثها أصبح لا يهُزْ إنسانيتنا.
هنا يأتي دور الفنّان -والمبدع عامة- مثل كوزنسكي، الذي يحاول بريشته أن يحيّ الإنسانية ويبقينا على يقظة ووعي دائم بالواقع الذي نعيشه، فقضايا الفقر والتلوث والوفيات، وحتى القضايا المعاصرة سواء السياسية، أو تلك المرتبطة بتأثير مواقع التواصل الاجتماعي على واقعنا، يتناولها بذكاء في أعماله.
من أبرز اللوحات التي لفتت نظري هي تلك التي تتناول “الفيسبوك” كأداة للتواصل الاجتماعي، وكيف أن الإنسان أصبح لا يفهم الواقع إلا من خلالها، وكأنه حبيسها وتحولها لأداة سياسية تقام عليها حروب وتنهى من خلالها أخرى.