Browsing Tag

تحدي القراءة

٢٠١٦ Random thoughts التدوينات العربية تحدي القراءة رفوف المكتبة - Books سبتمبر يومياتي - Diary

سبتمبر 8-15: العودة لصفوف الدراسة

22 سبتمبر، 2016

unnamed-54

١٤\٩\٢٠١٦م : الساعة التاسعة مساءا: 

هذا الأسبوع سيشهد عودتي لصفوف الدراسة مرة أخرى بعد إنقطاع لمدة ١٠ سنوات، وهي مدة ليست بالقصيرة أبدا يخيّل لي بأنها لم تكن سوى ١٠ دقائق هناك شعور بالندم أواجه فيه ذاتي منذ بداية الأسبوع لأنني لم أكمل تعليمي الجامعي في وقت سابق، لكنه كان شغف الكتابة والعمل في المجال الصحفي من دفع بي لترك مقاعد الدراسة والتوجه مباشرة للبحث عن فرصة، طبيعتي التي تكره كائن الإنتظار لم تترك الحياة تحدث بالترتيب الذي إعتاد عليه الجميع. 

كنت أفكر لماذا لم أدرس؟ وتيقنت أنني لا أنظر للدراسة كشهادة تؤخذ في نهاية الرحلة لتبقى حبيسة البرواز، التعليم في وجهة نظري هو رحلة حقيقية أقطعها في تعلم شيء أحبه، لكن الشهادة في بلادنا مطلب مهم للحصول على وظيفة وراتب مجزي، هل فعليا كنت منقطعة عن الدراسة كل هذه الـ١٠ سنوات؟، والإجابة بسيطة جدا، لا لم أكن منقطعة كنت أتعلم ولكن ليست على مقاعد دراسة نظامية، تعلمت الكثير خلال العشر سنوات الماضية، مهارات ومعلومات كثيرة تجعل من شعور الندم يتقازم داخلي ويحل مكانه فخرا بأنني لم أخن رغباتي في سبيل فعل ما هو متعارف عليه.
السنوات الماضية جعلتني أعيد النظر بالتعليم النظامي، وبجدواه، كون ما تعلمته لا أعتقد بأنني كنت سأحصل عليه لو لم أنقطع عن مقاعد الدراسة، وتذكرت حوارا دار بيني وبين صدقتي حنان أحمد حول التعليم في وقت سابق، وتيقنت بأن التجربة هي خيرُ برهان إختلف فيها رأيي بالتعليم ١٨٠ درجة.  
والآن أود التركيز على الحصول على شهادة جامعية في مجال الترجمة، كونه يتوافق مع خططي المستقبلية الآن أرجوا أن يكتب لها النجاح. 

 

١٦\٩\٢٠١٦م..  ذهول ورعدة أميلي نوتمب: 
رواية قصيرة تركت داخلي مشاعر متضاربة منذ البداية، ولكن بعد يومين من إنهاء الرواية، جلست لأكتب وتيقنت بأن بمشاعري المتضاربة، ما هي إلا نتاج العلاقة التي نشأت بيني وبين الشخصية الرئيسية التي تعاني خيبة كلنا مررنا بها بشكل أو بآخر، حينما نقبل على وظيفة ما تسبقنا كل دهشة الدنيا نريد فقط أن نترجمه من خلال العمل، حينما تعرف بشكل أكيد بأنك تجيد بعض المهارات لكنك فقط تحتاج للنافذة التي تمتد من خلالها الحياة في ناظريك لكنك تصطدم بواقع الأشياء كما حدث لأميلي.

تماما كما هي الحياة حينما نكبر لن تكون أبدا كما تخيلناها، ، يمكن لأي منا أن يشعر بتعاطف مع أميلي، وصف التفاصيل والاستطراد كان رائعا، الانتهاء من الرواية جعلني أفكر بالبحث عن مؤلفات الكاتبة.

قرأت في مكان ما في العالم الافتراضي بأن الرواية هي قصة شخصية للكاتبة التي عادت لليابان وهو البلد الذي نشأت به طفلة كي تعمل في إحدى الشركات، رغم قصر الرواية إلا أنها عميقة من خلالها يمكننا التعرف على عناصر عدة ليست فقط مجرد قصة، الفرق بين الشعب الياباني والغربي، والأفكار المسبقة التي يحملها كل طرف ضد الآخر، ممتعة جدا بالرغم من أنها قصة ساخرة إلا أنها كانت حزينة بعض الشيء.
طريقة التعامل مع الموظفين في الرواية أعاد لي الذاكرة لبعض الأماكان التي مرة عليّ ويزيدني قناعة بأن الوظائف هي عبودية المعاصرة، ولكنها عبودية ممنهجة بشكل أكثر تنظيما وبطريقة لن ننفك نعيشها ما حيينا. لذلك طالما كانت أسعد سنوات حياتي تلك التي عملت بها بشكل حر، وأخطط العودة لتلك الحياة قريبا.

 

٢٠١٦ التدوينات العربية تحدي القراءة رفوف المكتبة - Books سبتمبر يومياتي - Diary

سبتمبر7-15: إعادة تعريف الأشياء

16 سبتمبر، 2016

img_7856

١٦\٩\٢٠١٦م الجمعة، المزاج غائم بعض الشيء:

كل ما تفكر به الآن هو كيف تستعيد توازنها؟ سألت نفسها سؤلا مباشرا ماذا تريد أن تفعل لتنهي كل هذه الحيرة، لكن الإجابة دائما صعبه دائما مستحيلة، فأصعب مايمكن أن تمر به هي محاولاتها لطرق أبوابها الداخلية وإكتشاف ذاتها، وما يزيد الأمر تعقيدا هو أن القناعة الوحيدة التي تؤمن بها  تقول: (لايوجد شيء ثابت لا يوجد شيء مطلق )، فالأساسات بدأت تتزعزع تحت أقدامها منذ زمن ليس بالقريب، وكلما وجدت أرضا صلبة بدأت في الحفر حتى تستحيل هاوية.

كل تلك الأفكار كانت تغازل مخيلتها لا دعوني أخبركم كيف بدأت القصة، قبل عدد من الشهور بدأت بالعودة لأصل الأسئلة، مجرد عدد لا نهائي من الاستفهامات، تساؤل يقود لآخر وآخر يقود لأول، أصبحت قيودا أكثر من كونها شك يوصل للحقيقة، لتعود من جديد وتقول: هل هناك حقيقة من الأساس؟.

markpowellart251websiteaa

١٦\٩\٢٠١٦م، خرائط:

أريد أن أجمع العالم في مكان واحد، لذلك أعلق خريطة العالم في زوايا متعددة من غرفتي، شيء ما يشعرني باللانهائية حينما أمد نظر وأتخيل بأنها تتخلل عوالم وأزمان متعددة، حينما تعرفت على أعمال Mark Powell إستوقفتني طريقته في إحياء الخرائط والتعامل معها وكأنها كائن حي، يهرم ويدخن ويبتسم ويحزن. من خلال أفكاره أصبحت أنظر للخرائط بشكل آخر، وهذا هو الفنّ الحقيقي -برأيي- الذي يجعلني أفكر بطريقة مختلفة، والذي يعيد تعريف الأشياء في مخيلتي.

Continue Reading

٢٠١٦ التدوينات العربية تحدي القراءة رفوف المكتبة - Books سبتمبر يومياتي - Diary

سبتمبر6-15: صراع الذئاب البريّة

14 سبتمبر، 2016

img_7811
١٢\٩\٢٠١٦م..     الساعة الواحدة صباحا ٣٠ في معنى أن أكبر*

تتوقف لإحصاء أيامك على هذا الكوكب، لتتيقن بأنها مجرد ذكريات لا يمكن أن تتوحّد في نص، خاصة حينما تكون الحياة قد أخذتك في مناحٍ متشعبة، لتموج بك مرة ترتقي بك في أعالي السعادة ومرة في أسفل قاع الحزن والخذلان. لا يهم كم مرة نعود لنَلعَن بعض الذكريات، أو لنتأمل جمال أخرى، ما نحن عليه اليوم هو حصيلة كل ما عَبَرنَاه وعَبَرَنَا، السيّء قبل الجيّد، القبيح قبل الجميل، والصعب قبل الأسهل.

٣٠ عاماً لي على الأرض يالله! تبدو وكأنها دهراً!، ولأنني مهوسة بتجميع الأفكار ومحاولة الإجابة على كَمْ؟ ومتى؟ وكيف؟، تسائلت عن عدد الخطوات التي مشيتها على هذا الكوكب، الاتجاهات التي سلكت، بانتمائي للصحراء الذي أفخر به، بكوني حفيدة تلك السيدة البدويّة الحُرّة، التي قالت وهي تعطيني خيارات سأواجهها في مستقبل الأيام:  الطريقة التي تتحدثين بها تصنع مسقبلك، هل تودين أن تكون تابعة؟ أو قائدة لحياتك؟، تلك السيّدة البدوية التي نامت إلى الأبد، وتركت لي عكازها أعلقه أمامي كتذكار للقوة، ودفعة لأكون ذاتي قبل أي شيء آخر.

أحاول أن أعود بذاكرتي للصفحات التي قرأتها، القصص التي كَتَبتْ، حتى تلك التي حُذِفَتْ قبل أن ترى النور، عدد المرات التي طُبع فيها اسمي على صفحات الجرائد، عدد المرات التي وقعت بها بحب شخصية هاربة من بين سطور الكتب، المرات التي حلمت بها بأن أسافر عبر الزمن.
عدد الأصدقاء الذين زرعهم الله في طريقي، المحادثات التي جرت بيننا الأفكار التي تبادلناها، الخذلان الذي مر بحياتي، الأيدي التي امتدت لي في أصعب الأيام، التجارب التي صقلت الشخص الذي أصبحته اليوم، تصالحي مع ذاتي، الأحلام التي مرت بخيالي تلك التي تحققت وحتى التي ماتت ومحاولات إحياءها، عدد السّاعات والليالي التي قضيتها وأنا أرقص على أنغام قادمة من الماوراء، من كل المدن التي حلمت يوما بزيارتها، عدد الخرائط التي علقتها لأخط عليها كل رحلات السفر التي أحلم بأن أسلكها، الاقتباسات التي زرعت في ذاكرتي القصائد التي كتبتها وخبأتها في مذكراتي، الشعراء الذين كبرت وأنا أتتلمذ على كلماتهم.

عدد حبات المعمول والمارشميلو التي رافقتني خلال رحلاتي مع الحرف والكلمات، وعدد فناجين القهوة التي كانت في معيّتها، عدد الفساتين التي ابتعتها لأحتفل بذاتي، الأحذية التي إرتديت، الأيام التي كنت أبحث بها عن سلسالي لأجده يتدلى من عُنُق شقيقتي وكأنه ملكها. الأقراط التي لم أغادر يوما منزلي بدونها، الليالي التي قضيتها مع شقيقتي نشاهد عروض الأزياء حول العالم، أو مارثوننا الخاص مع المسلسلات الأمريكية،  المعارض التي زرتها معها اللوحات التي حلمنا باقتنائها،  والمرات التي قالت لي جدتي ( هذا الفستان قصير لا يصلح )، وعدد المرات التي حاولت إرضاءها بشده قليلا للأسفل. تعابير وجه جدي القادم من زمن آخر، ونحن نجلس سويّا ونغنّي، إيماءاته المضحكة التي يتعمّدها لأضحك بأعلى صوتي كلما تذكرتها.

 والكثير الكثير من الأشياء التي خبئتها الذاكرة بعيدا عن خيالي الآن، لكنها جزء لا يتجزأ من أيامي. أعتقد بأن أكثر ما يمكنني أن أكون ممتنة لأجله في عامي الماضي، هو تصالحي مع ذاتي قبولي لعيوبي الشخصية قبل مميزاتي، اعترافي بكل ما يجب أن تطاله يد التغيير في حياتي، كل ذلك يهيئني لأتطلع لعامي الُمقبل وكل المفاجأت التي تخبئها لي الأيام، فأنا الآن أقوى من تلك الطفلة التي وجدت نفسها وحيدة في مهب الحياة، وأنا اليوم سعيدة بما أصبحته، ولن أبدل أي تجربة خضتها بكل مُتَع الحياة التي رغبت.

Continue Reading

٢٠١٦ Art التدوينات العربية تحدي القراءة رفوف المكتبة - Books سبتمبر لوحات يومياتي - Diary

سبتمبر5-15: دين الفطرة

12 سبتمبر، 2016

img_7719

٩\٩\٢٠١٦م. الساعة ٥:٤٥ فجراً.. :

تعلّمَتْ مُنذُ صِغَرها، بأصعب الطُرق، أنَ الإنسانَ مسيّر بما تختارُه روحه وليس عقلُه، قد يعرف العقل ماهو الصواب، لكن يستحيل تماماً أن تُعارض مشاعر داخليه لا تفهمها أحيانا.
لم تعُد تعرف كيف تلتقطُ الأشياءَ من حولها، فكل ما يصل إلى عقلها يمرُ بطبقات تعمل مثلَ المصفاة، ليصل أخيرا ناقصاً غير مقبول لا يمكن لذلك الجزء الذي يتربع أعلى قمة في جسدها أن يفك شفراته مجرد آراء متناقضة.

في مرحلةٍ عمريةٍ متقدمة كانت تشعر بأنها لوحة بيضاء مجردة من الألوان، يستميت الجميع ليشكلها وِفْقَ أهواءٍ خاصة وأمزجة مَعّطُوبة، حتى حينما تشكلت ملامحها -أخيراً-،  تيقْنت بأنها يجب أن تعيد ترتيب الأفكار بداخلها، لتعيش بسَلامٍ ظاهري مع الُمحيط، لكن صوت قادم من منطقة لمْ تَكُنْ تَعرِف اسمها يردد دائما، وماذا عن السلام الداخلي؟ أعتقد بأنه مجرد ترف للمرحلة التي عاشتها آن ذاك، ففي العالم المجنون الذي تقطنه ما هي إلا أداة ووسيلة ليحقق غيرها مبتغاه، قد تكون العِبَارة صَادِمة، لكنها الحقيقة، العالم مسرحٌ كبير، ولتنجح المسرحية كل شخص إما مُسْتَغَل أو مُسْتَغِل. طالما تسائلت في أوقات مواجهة ذاتها عن كواليس هذا المسرح وكُتّابِه. 

في دوامة الأفكار التي تموج بها شيئا فشيئا، أصبح العالم الذي تتمناه مُجرد أفكَار. أضحى الحد الفاصل بين الموت والحياة يُغريها، تحاول جاهدة أن تدخل هذه المرحلة الانتقالية تسأل ذاتها ربما الموت ليس النهاية التي تَحَدَثَ عنها الجميع، لا تستغرب إن كانت واحدة من الكذبات التي إخترعها أعداء الإنسان ليمنعُوه من الخلاص، وإكتشاف العالم الحقيقي، هُناك على الضفة الأخرى من الواقع الهَش. …. يتبع في يوم ما … رُبما 

١٠\٩\٢٠١٦م. الساعة الثانية بعد الظهر:
14238154_1363090267052576_3553530110588210608_n

أسلوب  Pascal Campion السهل الممتنع، في إلتقاط تفاصيل الأيام يبهرني، ووجود القطط في لوحاته زادها قربا منّي.

Continue Reading

٢٠١٦ التدوينات العربية تحدي القراءة رفوف المكتبة - Books سبتمبر يومياتي - Diary

سبتمبر4-15: العمل الحُر

9 سبتمبر، 2016

unnamed-52

 ٧\٩\٢٠١٦م   الساعة الـ٦ فجراً كيف نلتفُ على الواقع؟

الصغير -مهما كان طائشاً- إلا أنّ ضميره لايزال حياً، والدليل أنه يختَبئ حينَمَا يُخطئ. لا نأخذُ شيئا من هذا الصغير الذي كُنّاهُ يوماً ما، ولا نستفيدُ من تقدُمِنا بالعُمر سوى أننا نتعلم كيف نُبررُ لأخطائنا بحق الآخرين، ونبتدعُ أسماء أقل حدة حتى لا نشعر بأننا كائنات شريرةٌ، نعطيها يوما اسم هفوة، ويوم آخر نقول بأنها زلة، وأحيانا نُسميها حُرِّيَة التعبير والإختيار، في حين أن كل ما نفعله هو الخطأ في حق الآخرين.

هنا أنا لا أتحدث عن خياراتنا في الحياة، أتحدث عن خياراتنا في التعامل مع الناس بالحكم المُسبق، بالطبقية بالتصنيفات التي تجد لها مكتبة داخل عقولنا.

 ٧\٩\٢٠١٦م  الساعة ٩ صباحا، في يوم إستقطعته لنفسي من الأسبوع..
تأكدت هذا العام، أنني لا أُجيد العمل الذي يتطلب التواجد في المكتب في ساعات محددة، رَغم أنني قد أعمل لأكثر من ٨ ساعات أحياناً، لكن أحب الأعمال الحرة التي تعتمد على إنتاجي، وتأكدت أكثر بأن أحلام الإرتقاء والوصول لمناصب عليا لا تعنيني بشيء، لم أحلم يوماً بإدارة قسم، وهذا لا يعني أن طموحي محدود، لكن طموحاتي الكبيرة متوجه لأعمال ومجالات أخرى، مثلا تأليف كتاب، الحياة من أجل الكتابة فقط، قصص خلق محتوى لأفلام لمسلسلات، لمشاريع محددة، أعمل من خلالها للإرتقاء باسمي وليس بمنصبي.
لذلك لم أستمر بأي عمل أكثر من سنة ونصف أو سنتين، لكنني مؤخرا بدأت حقا بالبحث عن عمل أستطيع من خلاله أن أجد توازنا بين الإبداع والإستقرار، حيث أنهما وبحسب خبرتي لا يلتقيان أبدا.

 ٧\٩\٢٠١٦م الساعة الثانية بعد الظهر

لدي مشكلة مع وقت الظهر، أكثر الأوقات كآبة أتمنى لو أستطيع القفز فوقه ودمج الساعات ٢-٣ -٤ لساعات الصباح الأولى حتى يمكنني العمل والإنجاز دون المرو بهذا الساعات الكئيبة

Continue Reading

٢٠١٦ التدوينات العربية تحدي القراءة رفوف المكتبة - Books رقص سبتمبر يومياتي - Diary

سبتمبر3-15: دفاتر الأسرار

8 سبتمبر، 2016

fullsizerender-2

٥\٩\٢٠١٦م   .. الساعة التاسعة صباحا…  تاريخي مع التانغو :

موسيقى التانغو ترتبط في ذاكرتي بالصباحات والقهوة الداكنة المُرّة، لذلك كنت أرتب دروس التانغو لتكون في ساعات الصباح الأولى، وأعتقد أنني سأكون راقصة تانغو في إذا ما انتقلت روحي لجسد آخر في حياة أُخرى، فمنذ اللّحظَة الّتي تعرفت بها على الرَقصة من خِلال فيلم (Scent of a Woman) لآل باتشينو، عمري آن ذاك لا يتجاوز الثامنة، كان الزمن وقتها متوقفاً في حياتي، لم أكن قد أعطيته قيمةً بعدْ لكنه كان يبدو وكأن الثانية دهراً، كنت أشعر بأن العالم قد ينهار في أي لحظة شعور بعدم الجدوى يغلف أفكاري، وحتى الآن لم أستوعب حقاً كيف تتسلل هذه الأحاسيس لفتاة في مثل عمري، وكيف لم يكتشف أحد حقيقة ما أشعر به!، لكن شيءٌ يشبه المعجزة حدثت بعد أن تعرفت على التانغو شيء ما داخلي أزهر من جديد.

كانت تمرُ عليّ الأوقات بلا أى خُطط لتنفيذها مجرد فراغ يجرُ فراغ، وليس لدي مؤنة كافية من الكتب تصمد أمامه، الحياة شبه خالية من أي تسلية غير التسكع هنا وهناك، قرّر شقيقي الأكبر أن يتصرف ليملأ علينا أيام العطلات بدأت كل القصة بيوم الأربعاء الذي كان بداية عطلة نهاية الأسبوع آن ذاك، حينما إستأجر لنا مجموعة من الأفلام نقضي بها إجازت نهاية الأسبوع، كانت خياراته شبابية بعض الشيء أفلام مليئة (بالأكشن)، لم تكن تستهويني بالحقيقة، لكنني كنت أعشق العوالم الأخرى مهما كانت مختلفة ومربكة بالنسبة لي، وفي أحد الأربعاءات التي أعدها من أيامي السعيدة، طلبت من شقيقي أن يحضر قصصاً جميلة، بقيت هذه الكلمة عالقة في ذهنه، وسأل البائع عن أفلامه التي يفضلها ثم أضاف واحداً توجد به قصة جميلة – كما حكى لي لاحقا- إبتداءاً من تلك اللحظة وأنا ممتنة لهذا البائِع، الذي أضاف فيلم آل بتشينو لقائمة شقيقي.

علِقَ في ذِهني مشهد الرجل الأعمى الذي يرقص التانغو، وبقيت تتعَمْلَقُ أحلام الرقص مُغْمَضَةَ العَيّنين كلما كَبُرت، حتى وصلت لليوم الذي بدأتُ به دروس التانغو قبل عام ونصف من اليوم،  أتذكر هذه التفاصيل كأنها حدثت يوم الأمس، إخترت أحد الأربعاءات لأبدأ، كان يعني لي الكثير أن يكون أول دروسي في هذا اليوم، فقط إنتصار شخصي صغير -قد لاتعني أحدا- كل التفاصيل السابقة واللاحقة حاضرة بقوة في مخيلتي، إختياري للفستان الذي من المفترض أن أرتديه خلال التمرين، إرتفاع كعب الحذاء لون أحمر الشفاه، تفاصيل كثيرة كنت أعد لها العُدة وأنا أصل لسقف سعادتي.

كوني منذُ طفولتي مأخوذة بالأسرار، أسرتني لغة الرقص التي تعدُ حديثاً بلغات سرّية لا يفهمها إلا من هو مقدرٌ له أن يفهمها، الحديث الذي يعتمد على كل شيء إلا الكلمات. إيماءات، إشارات، أحاسيس تأخذ بزمام القيادة، إشتراك جميع الحواس حتى العميق منها، كل تلك التفاصيل الأخآذة إستحوذت على تفكيري كنت كمن وجد اللغة المناسبة له التي ستفتح عليه أبوابا ليتواصل مع العالم الذي فقده سابقاً.

لحظة… لنعود قليلا إلى الوراء حينما كنت في الثامنة من العمر، أصبحت بشكل يومي أبحث في شاشة الفضية عن أي رقص لأحاول محاكاته وحيدة، وأحيانا في معيّة شقيقتي، كنا نرقص ونرقص ونرقص طوال اليوم، ولساعات حتى نشعر بالإرهاق وننام، كانت بالنسبة لي إندفاعاتي في الهواء، حركات اليد إرتقاءها إنزلاقها، مكافحة شعري لجاذبية الأرض، حينما يرتد للأعلى مندهشاً، ويسقط على عيني ليستريح ويتضارب فيما بينه  يدور ويدور ويدور، كلها تفاصيل تحبسُ الأنفاس، جعلتني أفكر هممم على هذه الأرض أشياء تثير الدهشة لم أعرفها بعد، فعالمي الصغير الذي لا يتجاوز مدرستي منزلي بيت جدي الكبير، وفن تايم بيتزا، ليس العالم الوحيد الموجود على سطح الكوكب.

Continue Reading

٢٠١٦ التدوينات العربية تحدي القراءة رفوف المكتبة - Books سبتمبر يومياتي - Diary

سبتمبر2-15: كتاب جديد

5 سبتمبر، 2016
artwork by pascal campion

Artwork by pascal campion


٣\٩\٢٠١٦م  الوقت: غير معروف،  ذاك الذي …  خالد عبدالقادر:

أحكي لكمْ عن صوتِهِ الحوْليِّ يثْمرُ كلَّ عامٍ رعْشةً
بقراءةِ السُّوَرِ القصيرةِ و الدعاءِ و آيةٍ : (( قُلْ يا عبادي )) مُسْرِفٌ ..
لكنْ يحبُّ اللهَ أكثرَ من أبيهِ و عارفٌ ..
لوْلا القصائدُ و السجائرُ
ما رأتْهُ العينُ إلاّ رَأْيَ غيمٍ صالحٍ .

أحكي لكمْ عن سقفِ حجرتِه الذي سَكَنَتْهُ أشباحُ القبيلةِ
هارباً منهم .. يشدُّ مُلاءَةً و يعضُّ رُكْبتَه و يهتفُ : لا أحبُّ جنوبَكم لو زُرْتموني كلَّ عامٍ مرَّةً
كنتُ احْتملتُ بَداوتي و أدرْتُ ظهري للشمالِ
تركتُ خلْفي شبهةَ الإنسانِ رجعْتُ لي .

٣\٩\٢٠١٦م  …      

 

 

 

  

  

Continue Reading

التدوينات العربية تحدي القراءة رفوف المكتبة - Books يومياتي - Diary

سبتمبر 1-15: مجهول في حفلة التفاهة

3 سبتمبر، 2016

DSC00491
– الحياة مملة!
– أعتقد بأنه ينقصك الكثير من الصبر إنتظريها فالحياة تحدث دفعة واحدة ..
شخص مجهول*

١\٩\٢٠١٦م   .. تمام الساعة الثانية ظهرا ..  (مابين البين)

لسبب لم أتبيّنه بعدْ، هذا الحوار الذي جرى بيني وبين شخص لا أعرفه، لازال يدور في مُخيلتني، خِلال الأسبوع الماضي الذي قضيتُه أفكر؛ كيف أن العمر يركض بإتجاه المجهول، كنت أفكر بالرقم ٣٠، الذي ما انفك يُغازل أفكاري منذ عُمرٍ مبكر، الحياة تحدث دفعة واحدة، بقيت أحاول تحليل هذه (الدفعة الواحدة) طوال اليوم الأول والثاني من سبتمبر، وحينما كنت منهمكة أنتقل تارة بين أفكاري وتارة أخري لعملي الكثير المتشعب، لمحت في بالي فكرة توقفت خلالها عن الكتابة وقلت مخاطبة نفسي: عرفت قصد ذلك الشخص ، أن الأشياء التي تسرق وقتنا تحدث في ذات الوقت حتى أننا لن نعرِف كيف يمكننا توزيع كل الأمور الحياتية على الـ٢٤ ساعة التي ماعادت حتى تكفي للعيشِ بأقل تقدير ممكن.

منذ حاورت ذاك الشخص المجهول الذي أتمنى لو أنني عَرِفتُ اسمه.. هممم تعرف  ( ياقارئي المحتمل)، لا أُخفيكَ سِراً، قد يكون هذا الشخص من وحي خيالي، أشعر أحياناً بأني أعيش في منطقة متوسطة بين اليقضة والحلم، في عالم إخترعة عقلي ليكون مُستقرا في مكانٍ يعرفُ دهَاليزَه وزواياه، أمسيتُ لا أعرف الفرق بين الواقع والخيال، بكل الأحوال سواء كان ذاك الحوار حقيقيا أم لا، فقد لمسني جدا، وها هو الآن يعود للواجهة من جديد، أعتقدُ بأنه صَارع الكثير من الذكريات الأخرى ليفاجأني بالظهور مرة أخرى مصحوبا بالرقم ٣٠ والكثير من الأشياء الأُخَر.

ولأزيد الأمر تعقيدا، فكرت كيف يمكن أن أدخل عامي الـ٣٠، هممم فكرت بوسيلتي الأكثر شهرة للهروب،(الكتاب) الذي كان بساط الريح لأحلامي وعوالم أخرى منذ أن كنت أرى نفسي مع المحقق بوارو أحاول حل لغز القضية١حتى الوقت الذي أجد كتفي يلتصق بكتف كافكا على الشاطيء٢، نستمع كلانا للموج ذاته، ونغوض داخل أعماق أعماقنا، قررت بأنني سأقرأ أكثر ليكون يومي مقعدا بشكل لا يمكن لأي أحد أن يتخيله، قراءة كتاب كل يوم كانت ولازالت حلما يراودني لكنني رغَم إنفصالي الجزئي عن الواقع -هو إنفصال اختياري بالمناسبة -إلا أنني أفاجئ نفسي بعقلانية تطل برأسها كل حين عرفت بأن قراءة كتاب كل يوم أمر أشبه بالمستحيل بظل الحياة العملية التي أعيشُها، فكتاب كل يومين سيكون أمراً معقولاً، لذلك أقول أهلا سبتمبر وأبدأ أول كتاب.

٢\٩\٢٠١٦م   الساعة التاسعة إلا ربع صباحا  ( الكتاب الأول : حفلة التفاهة)

سألت نفسي لماذا إخترت كتاب ( حفلة التفاهة) والجواب ليس محاولة فلسفية لإسقاط أي شيء على الواقع الشبه تافه، ببساطة؛ لأنه الكتاب الوحيد الذي لم أقرأه من سلسلة كتب ميلان كونديرا، ولأنه من المفضلين، فكانت حفلة التفاهة في المستهل. 

أدهشني كونديرا سابقا بشكل مضاعف عن ما حدث مع هذا الكتاب، ربما سيكون كل ما يمكنني تقديمه هو نجمتين من خمسة لهذا الكتاب.
كونديرا من أكثر الكُتّاب الذي يتقنون تفكيك الأشياء وتقديمها كوجبة فلسفية دسمة مثلما ما فعل مع الخفة والبطئ والفرح والخلود والانتماء والهوية والأقنعة والحياة، وغيرها فيما قرأت له سابقا، كنت أظن أنني على موعد مع الدهشة التي ستخلفها لي حفلة التفاهة تلك. 

الكاتب نجح في إيصال فكرة التفاهة لي، وكان بارعا في توظيفها مثلما قال الكاتب طاهر الزهراني. لكن وبعد قول كل ذلك، ألسنا نتفق بأن الواقع شبيه بتلك الحفلة؟ وربما كرهناها لأنها مواجهة للذات. الجدير بالذكر أنه وبالرغم من صغر حجم الرواية إلا أن شخصياتها واضحة المعالم، استطعت تفريق واحدة عن الأخرى هنا تظهر براعة كونديرا الروائية، وربما كل ما نشعر به الآن بعد نهاية الرواية هو إحساس قصد أن يوصله لنا، تفاهةٌ هي؟ إذا فلتكن كذلك. عزيزي القارئ المحتمل.. إذا كنت لم تقرأ شيئا لميلان كونديرا لا أعتقد أن البداية مع حفلة التفاهة فكرة سديدة، لذلك أتركها لآخر القائمة.

 

“أنظر حولك: لا أحد من جميع أولئك الذين تراهم موجود هنا بإرادته. بالتأكيد ما قلته منذ برهة هو الحقيقة الأكثر تفاهة بين جمع الحقائق إنها في غاية التفاهة والجوهرية، إلى حد كفوا عن رؤيتها وسماعها”كونديرا

بقي أن أشير إلى أن الفصل الأخير في الرواية مختلف تماما وبدونه لكنت ندمت على الوقت الذي قضيته في قراءتها، الحوار بين آلان ووالدته المتخيلة, رفع من تقييم الرواية في نظري، وكان سببا بالنجمتين.

٢\٩\٢٠١٦م  الساعة السادسة مساءا  ( الوصاية البشرية )
Continue Reading

التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books

حَوجن

26 ديسمبر، 2013

image (2)

أنهيت رواية ” حوجن” –بفتح الحاء- ، لا أنكر الفضول الذي تلبسني –نعم تلبسني بما أن الرواية عن الجن- لقراءتها, لكن جدولي المزدحم بالأعمال التي أتوق لقراءتها أخرها حتى الآن, وكان سبب تقديمي لها على حساب الكتب الأخرى لأن زميلات  العمل نسقن للقاء مع الكاتب إبراهيم عباس،– للأسف لم أحضره بسبب اجتماع مع فريق العمل في وقت اللقاء- ففكرت بقراءتها لمناقشته على بينة وليس مجرد أخذ الانتقادات التي سمعتها.
في البداية اعتقدت بأن الرواية موجهة للفئة العمرية من 13 إلى 17, وكنت أرى أنها مناسبة لخيالهم بدون تجاوزات بالقصة لا تناسب أعمارهم بل كلها قائمة على الخيال الذي هو حي في فيهم أكثر من البالغين الذين يغرقون في الواقعية وينسون الحلم والخيال الذي غالبا ما يكون مفتاح للواقع،  لكن بعد ذلك لم أجد أي إشارة للفئة العمرية لذلك افترض أنها  رواية للكبار.

فكرة  العمل بإسقاطاته على واقعنا وأفكارنا عن الجن كانت ممتازة،  لكن ما أفسد كل هذا الحوارات، أولا من حيث مستواها  لا تتناسب مع أعمار أبطال القصة، وكأنها بين طالبات متوسطة وليست طالبات في كلية، أو جامعة، وأيضا كونها بالعامية كلها – في نظري –ليست مبررة ربما لو استعان ببعض المفردات الدارجة العامية في الحوارات وليس النص كاملا لكان عملا أدبيا جميلا.
هناك تفاصيل صغيرة متناقضة أحيانا أفسدت أيضا اندماجي مع القصة، لو أهتم بهذه التفاصيل كان سيجعل منه عمل عبقري وربما يحول لفيلم بكل سهولة ويكون أيضا فيلم عبقري، لكن للأسف لم تكن بالمستوى الذي تخيلت.
مثال للأحداث المتناقضة لم يقدم تبريرات مناسبة لبعض النقاط مثل كون الجني لا يستطيع الخروج والباب مقفل رغم انه في نقاط أخرى كان الجني يحرك يده خلال الإنسان كيف يخترق الإنسان ولا يخترق الجدر؟ , بالإضافة إلا أنه –سواء كانت حقيقة أو نسج خيال الإنسان- من المتعارف عليه أن الجن يمرون خلال الأشياء كان من الأحرى به أن يقدم تفسيرا لسبب كون الجن لا يستطيع اختراق الباب أو الجدار ويكون هذا التفسير مساعدا في سير الأحداث، وسأقدم مثال توضيحي  بعمل آخر لكاتب مختلف، اطلعت على قصة البطل فيها مصاص دماء ومن المتعارف أنه لا يستطيع أحد الوقوف في وجه مصاص الدماء أو منعه من امتصاص دمه فما كان من كاتب القصة إلا أن أضاف في سياق الأحداث شيء أطلق عليه “عشبة الفيرفين” التي تحرق مصاص الدماء وقدمها في سياق القصة بل وأصبحت من العناصر التي تساهم في تحويل الأحداث وتغييرها مثل هذه التفسيرات تساهم في ربط القارئ بالقصة أكثر.
بعض الأجزاء تقفز فيها الأحداث بطريقة غير منطقية بالنسبة لي, وتتطور بدون مقدمات, مثلا حب حوجن لسوسن, أو طريقة تقبلها للحديث مع جني!!,، ستكون أقرب للواقعية لو كان هناك أحداث بين تقبلها للحديث معه وبين محاولاته، أن يكون هناك محاولات من قبل الجني قبل أن  تقبل البطلة في الحديث معاه ولاتشعر بغرابة الموقف أو “الخوف” الذي كان غيابه بهذا الشكل غير مقبول بالنسبة لي، ولأحدث هذا التطور البطيء سببا للحب يمكننا تقبله بشكل أكثر بدون حتى شك بأنه أفضى لهذا الحب.

أروع ما في الرواية إمكانية إسقاطها على الواقع تقبل الآخر العنصرية الأفكار النمطية التي تنسينا الحكم على الشخص بعيدا عن خلفياتنا الثقافية,  إسقاط بعض المظاهر الدينية, لذلك أكرر كلامي لو كانت موجهة للفئة العمرية من 13 إلى 17 لكانت جدا مناسبة، بكل الأسلوب.

لأول مرة أقرأ كتاب دون الخروج باقتباسات تعيش معي وتستفزني لقراءة أجزاء من الرواية أعتقد لأن اللغة كانت بسيطة وحذرة في أكثر الأجزاء.
كان من الممكن الخروج بعمل أكثر قوة خط القصة جميلة لو أضاف أجزاء لتتحدث بقية الشخصيات عن نفسها لنتمكن من فهم دوافعها وأفكارها مثل الجزء المخصص لسوسن لكانت حقيقة  أروع بمراحل، وربما لأضافت الكثير.
طوال فترة قراءتي للرواية وفي عقلي مقارنة بين “حوجن” و جنية غازي القصيبي,  كنت مندمجة تماما مع الجنية كانت عمل قوي جدا ومتميز ولم يترك القصيبي لنا فراغا لنخرج من الاندماج الكامل كل التفاصيل الصغيرة في علاقة الجنية بالإنسي كانت مغطاة بطريقة عبقرية لم نشعر بتناقض حتى ولو كانت مجرد قصة خيالية, حوجن تشبه للجنية بطريقة أكثر “حداثة “, لكن باختلاف اللغة مستوى الحوارات أقصد, وتصاعد الأحداث, طريقة تطور علاقة الجنية بحبيبها لماذا أحبته .. وهكذا أعرف أنه من الخطأ مقارنة عملين وكاتبين لكن ماقصدته هو من ناحية بناء القصة والتفاصيل الصغيرة وليس الأسلوب لكل كاتب طريقته طبعا.

غالبا ما أتقبل الأعمال المجنونة والغريبة والشخصيات الغريبة, لكن  خلف القصة غالبا يكون عمل قوي يغطي كل النقاط التي قد تطرأ في خلفية تفكيرك أثناء التقدم مع الأحداث لذلك تجبرك على الاندماج وكأنها قصة واقعية تحدث أمامك, ما هي أسباب افتقاد رواية حوجن لهذه القوة لا أعلم,  قرأت بأن للكاتب 3 مؤلفات قبل حوجن وإلا لاعتقدت بأنها البداية، هل الكاتب أستعجل بتقديم عمله للنور؟ كلها احتمالات  واردة, لكن لم اندم على اليوم الذي قضيته مع حوجن, فهمت القصة التي يتحدث عنه الجميع تقريبا, وأطلعت على الادعاءات بأنها تعلم السحر وما إلى ذلك وفهمت بأن العمل أبعد من أن يكون عن هذا, وبالتوفيق للكاتب في رواياته المقبلة.  

 صفحتي في القودريدز

التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books قالوا - Quotes

المكتبة في الليل – ألبرتو مانغويل

22 يوليو، 2013

2452483

” كيف  نجرؤ، كقرّاء، على الأمل بأن نمسك بين أيدينا دورة العالم والزمن، في حين أن العالم سيتخطى دائماً حافات الصفحةوكل مايمكننا أن نشهده هو اللحظة المحددة بمقطع أو قصيدة ” 

المكتبة في الليل , كتاب آخر مثير للاهتمام للكاتب ألبرتو مانغويل, دائما كقارئة تخطر ببالي أفكار عن التصنيف عن الكتاب نفسه, عن انتظاره لي على رف المكتبة المنسي لأقرأه, عن مشاعره تجاهي هل يشعر بي وهو بين يدي؟.

دائما حينما أختار كتاب أشعر في نفسي بأن بقية الكتب تنظر لي معاتبة على عدم اختيارها لذلك أبقى وقت طويل بين كتابين لأختار “المحظوظ” الذي وقع اختياري عليه.

“تعلّمنا مكتباتنا أن بوسع الكتب مساعدتنا أحياناً على التعبير بكلمات عن أسئلتنا، لكنها لاتمكننا بالضرورة من إستظهار الأجوبة”

 وكما تحدثت في تاريخ القراءة عن تاريخي الخاص بدلا من سرد كل المعلومات التي وردت بالكتاب لأنه بأكمله يستحق القراءة, في هذه الرحلة الأخرى عن الكائن الورقيّ الذي نحب, في تصنيفي للكتب أتبع تصنيفات تقليدية بين كتب فكرية-فلسفية دينية عن الصحافة, أدب وأقسمه من داخل كل قسم إلى كتب عربية و كتب مترجمة كتب انجليزية, وفي الأدب أقسمها “أدب شرق آسيوي, أمريكي , لاتيني , أوروبي “, وهناك رف خاص لكتبي المفضلة حتى لو كانت بموضوعات وتنتمي لتصنيفات عدة هذا الرف المقدس لدي الذي أعود إليه في ساعات المزاج المتقلب, أقرأ الاقتباسات التي علمت عليها بقلمي أثناء القراءة, أقرأ الأجزاء المفضلة لدي أعيد قراءة الكتاب بأكمله وهكذا.

في الكتاب تحدث مانغويل عن تاريخه الشخصي في البحث عن الشكل المناسب للمكتبات عن المكان المناسب لإقامة مكتبته, عن كتبه المنسية في الرفوف العليا, مطعما ذلك بــ معلومات من هنا وهناك, أحببت عناوين الأقسام واختياره لها بعناية الحديث في كل جزء من الكتاب شيق جدا أفضل الأقسام : “المكتبة عامل بقاء, المكتبة ورشة عمل , المكتبة عامل مصادفة” هي أكثر ما شدني في الكتاب..

الكتاب بعد أن انتهيت منه سيذهب لقسم الكتب المفضلة وأيضا دخل في قائمة الكتب التي سأشتري منها نسخا لإهدائها لكل من يحب القراءة من حولي, معلوماته ثرية وأسلوبه شيق تمنيت لو أن الكتاب طالت صفحاته أكثر وأكثر.

كل قارئ هو لا منتمي ، منبثق من الجحيم، ومبحر ضد تيار نهر النسيان “ليث” نحو الذاكرة”

كتاب آخر قراته لمانغويل “تاريخ القراءة”   قودريدز