المشاهدات 1٬702
التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books قالوا - Quotes

سوناتا لأشباح القدس

24 سبتمبر، 2012

رواية : سوناتا لأشباح القدس

واسيني الأعرج

 

*
*
*
“كنت كلما رأيتها في لباسها الفلسطيني المليء بالمزركشات والموتيفات الحية والنوار، اعترتني رغبة في أخذ الفرشاة بجنون وتغميسها في لباسها ورسم أشكال مجنونة من ألوان فستانها”

مثل كل ما يتعلق بفلسطين يبقى الأقصى وطعم الزيتون في خلفية مشاهد الذاكرة تحمل الكثير من المشاهد للفستان الفلسطيني الأسود بنقوشه, تمر في ذاكرتي مع كل سطر, كل المدن حتى تلك التي لاتنام تتقازم بجانب فلسطين حينما تكون ذكراها حاضرة.
واسيني يكتب هنا بلغة أكثر من رائعة, لغة تفسر الحنين والحزن بطريقة لايجيدها سواه.

الرواية أخذت من عاطفتي لتستقر بين سطورها, هل تضحكون إن قلت لكم بأنني بكيت من أول صفحاتها وكنت أبكي بين كل صفحة والأخرى ذاك البكاء الذي أكرهه تلك الدمعات التي تسقط دون أي فعل داخلي, كنت أتساءل هل فلسطين وذكراها ورائحة زيتونها وشجراتها أصبحت جرحا تعرفه أجسادنا بمجرد مروره وتبكيه؟, مثل القدس حاضرة غائبة نعرفها وبيننا وبينها كل شيء إلا الحضور.
من نيويورك إلى القدس نروح ونجيء بين حاضر ميّ وماضيها بين ألمها وطفولتها أتوقف كل مرة لأبحث في قوقل عن أسماء لوحاتها صدقت بوجودها وقررت بأن أول ما أفعله حينما أذهب لنيويورك زيارة المتاحف ومشاهدة لوحاتها, لكن محرك البحث خانني بأنه لم يظهر أي شيء عن لوحاتها وعن الفنانة هل تعمد واسيني على أن يضع كل تفاصيل اللوحات وأرقام بيعها بالمزادات لنصدق القصة أم أنها حقيقية لكنها غابت عن ذاكرة الشبكة العنكبوتية؟.
لم أعرف كيف أصف الرواية سيدة تقاوم مرضها ؟ أم ذكرى وطن غائب ؟ أم موت يتربص لخطف سيدة؟ هل هي محاولة حياة مستميتة, أم عدم اكتراث بالموت, ام تدوين اللحظات والحياة في عدها التنازلي؟, هل هي تسجيل لمراحل الضياع؟, هل هي ذاكرة فرشاة فنانة تستلهم لوحاتها من لون الجراح؟, أم ترانيم الموت؟.
الفن بموسيقاه ولوحاته وألوانه, دائما ما يسطر حياة البؤساء كملحمة مسموعة ومشاهدة, في هذه الرواية كلما قرأت سطرا تخيلت صوت الموسيقى التي ألفها يوبا وكأنها صوت الدبكة الفلسطينية ممزوجة بالجاز بتناغم لم أحلم بأنني قد أسمعه يوما ما.
لمن لم يقرأ أشباح القدس هي لغة الجمال الحزين الذي قد نمر بجانبه ونعايش لحظاته لكننا لا نستشعره إلا بالإشارة إليه.. هنا فرشاة ونوته موسيقية, و دمع وقدس ودماء, ومقاومة وفلسطين, سرطان ينهش أجزائها ويتربع داخلها وكأنها وطنه.

.”الدنيا لا تمنحنا إلا ما نسرق منها”

.”الزمن تغيّر رأساً على عقب يا يمَّا .. ويبدو أنَّ عظماء هذا الزمن صغارا في الأصل, ولا يُنتظر منهم ما يُعيد التوازن لأرض أصبحت اليوم تميد في كلّ الاتجاهات”

“الغريب في الأمر هو أنّنا كلَّما كنّا بعيدين عن مكان الذاكرة, نتذكَّر الأشياء دفعة واحدة, ولكنَّنا عندما نقترب منها يحتلّها فجأة بياض قلق.”

.”أميل إلى الهرب نحو المبهم لكي لا تكتشف حماقاتي الخفية, بدأت أسكن الألوان لكي أقول ما أشتهي قوله بدون أن أضطر إلى التبرير”

* الجُمل بين الأقواس اقتباسات من الكتاب

 

المشاهدات 1٬388
التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books

Coming Up for Air

11 سبتمبر، 2012

 رواية جورج أوريل , الصعود إلى الهواء

رواية تحكي لحظات الترقب للحرب, والحياة الرمادية التي يعيشها العالم الأوروبي بين الحربين العالميتين, الحياة الاجتماعية الرتيبة, بطل الرواية رجل, يحكي ماضيه مقترنا بالحاضر محاولة للإمساك بلحظة سعادة هاربة أو نشوة نصر حتى لو بصيد سمكة.

البطل –الراوي- يحاول أن يشرح الفوضى الخفية النفسية والاجتماعية – إن صح التعبير عنها هكذا- ترقب لحرب وتفكير في المستقبل باقتصاد متواضع وحياة لاتعرف هل تعلن أجواء الحرب أو تعود لحياة طبيعية.

رواية شبيهه بـ1984 لنفس الكاتب باختلاف التركيز على نقاط معينة في 1984 كانت سياسية بالدرجة الأولى, الصعود إلى الهواء هي الغوص داخل نفسية المحارب القديم الذي لا يعرف هل سيعود ليحمل السلاح مرة أخرى ؟, كيف يفكر في مستقبله في ظل ظروف قد تنهار بقيام حرب أخرى.

الرجل الذي يعود لأماكنه القديمة يبحث عن راحة أو وجوه قديمه مألوفة فلا يجد شيئا الزمن يركض للأمام يدوس على الذكريات القديمة يغير ملامحها كي لانعرفنا من خلالها الزمن لايرحم من أصابه الحنين أبدا, الزمن كائن واضح يقول دائما بأن الأشياء تتغير لكننا لانكف عن تصديق وهمنا الداخلي, ولانكف عن شتم الزمن وكرهه بالرغم من أنه يعد في نظري أصدق وأوضح الكائنات حتى اللحظة.

الرواية اختناق بالحقيقة وهرب إلى المجهول

المشاهدات 2٬254
التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books

الصحفي العالمي

28 مايو، 2012

 

كتاب الصحفي العالمي — ديفيد راندال
موجود في جرير والعبيكان

أول فكرة خطرت في بالي بعد الانتهاء من كتاب “الصحفي العالمي”, هل أستطيع أن أصل إلى درجة الاحتراف الذي تحدث عنها دايفيد راندال في كتابه؟, ربما في أي بيئة عملية أخرى سيكون الجواب السهل, مع الصبر والممارسة والتعلم والالتزام بالمبادئ الصحفية ستصلين, لكن في بيئة مشابهة لما نعيش فيها الأمر أشبه بمهمة مستحيلة, أو شبه مستحيلة.
وهذا ليس نظرة متشائمة لكنها واقعية, في كل الأمثلة التي تحدث عنها كنت أقول في نفسي هذه جرأة كبيرة من الصحفي, وبعض القصص أقول ربما لو كانت هنا لتم منع نشر القصة أو حتى على أقل تقدير لم يكن الصحفي يستطيع أن يصل إلى هذا الكم الهائل من المعلومات.
الكتاب مفيد جدا للمبتدئين مثلي يضع النقاط على الحروف ويفسر شكل العمل الصحفي المحترف بغض النظر عن الموضوع أو المادة أصبحت أركز بطريقة كل صحيفة في تناول الموضوعات, تنبهت للكثير من المعلومات البسيطة المهمة في بناء المادة, وطريقة نسب المعلومات لأصحابها, وأكثر الطرق السخيفة التي يجب علي أن أبتعد عنها, وطرق البحث المحترف, ومحاولة الحصول على قصص صحفية مهمة أو مفيدة, وضحكت حينما ينتقد سلوك سبق وان وقعت به, علمني ردت الفعل التي يراها المحترفون في عملي حينما يصلهم بأخطائه.
ولن أتوقف عن التفكير بتناقض الحديث عن الإعلام في المجتمع الأمر الذي أجده مربك بالنسبة لي – كمبتدئة- من خلف كل الأحلام والآمال والطموحات التي أرسمها, أصطدم ليس فقط بمحدودية الحرية في الإعلام بل حتى على مستوى المتلقين هناك نظرة سلبية للإعلام في السعودية في خليط عجيب من التناقض مجتمع يصرح بأنه لا يثق بالإعلام أو على أقل تقدير المجتمع الافتراضي دائما ما يصرح أفراده بأن الإعلام السعودي غير مقنع وغير نزيه وموجّه, بينما لا يجد حديث يقتل به الوقت سوى أخذ كل ما يكتبه هذا الإعلان على محمل الجد لنقده بل ويحمله  نتائج  التأخر  أو قلة الوعي في المجتمع, السؤال الذي يطرح نفسه كلما قرأت –حلطمة المتحلطمين- كيف أستطيع أن أعمل بمهنية وكل المتلقين في التجمعات الإلكترونية تتناقل الأخبار  بنية مسبقة بأنها مجموعة أكاذيب, دعوني أقول أن الإعلام وأن كنت أجد عليه بعض الملاحظات , فهو ربما  لا يحترم عقل القارئ بالشكل المطلوب حقيقة لكنه في المقابل يمثل وجهة نظر لا يجب أن تحجب لأن البعض لم تعجبه.
دأب البعض في الانتقاد بالتحدث عن المشكلة وكأن الفرد منا أو المواطن ليس له يد في بدايتها, فهو يلوم الإعلام على قلة الوعي في المجتمع والسؤال الذي يطرح نفسه, هل الإعلام الذي يتحدث عنه هو الوحيد المؤثر في صناعة أفكار الأفراد أليس المجتمع يقع تحت مؤثرات كثيرة دينية اجتماعية سياسية..إلخ.

وسط كل تلك الملاحظات  والكم الهائل من الإحباط الذي يواجه ما أطمح إليه والسبب وراء اختياري لهذا المجال, يجعلني مع كل معلومة جديدة أتعلمها أو كتاب اقرأه, أتساءل هل يمكن أن أقدم ما يكتب هنا, وأنا أواجه مجتمع يخشى الدخول في تفاصيله لانتقاده بل ويرمي بكل محاولة إصلاح اجتماعية إلى أنها رغبة في الفساد والتغريب مثلما يحاول إعلام معين أن يسوق لها- وأنا هنا لا أنكر على أحد أن يسعى خلف أهدافه التي في نظره تستحق لكن كيف يُصدق إعلام عن إعلام؟.
و لا أتحدث على العموم لكن في الدائرة الأكثر شهره في الشبكات الاجتماعية, من الدائرة التي ينظر لها بأنها واعية ويؤول عليها الكثير,  أجد حقيقة تنصل من المسؤولية ورمي بكل المساوئ على الإعلام والوزارات  مع تجاهل كون كل تلك الأسباب التي ذكرت والتي تسبب التأخير هي من المجتمع وبسببه هي وصلت إلى ما وصلت إليه.
أعرف أن الحديث تشعب من الكتاب حتى محطات أخرى ونقاط أخرى لكنها تشكل أفكاري التي أسعى للتصالح معها حتى أستطيع العمل في المجال الذي أحب بكل حماس وشغف.
مرة أخرى الكتاب رائع ومنهج مهم وبداية مهمة للمبتدئين

حسابي في قودريدز

المشاهدات 1٬285
Media التدوينات العربية

desperate housewives.. :(

19 مايو، 2012

الحياة لا تنتهي حينما ندير ظهرنا للأماكن لن تنتهي الأسرار لن تموت الذكريات ، أتخيل أن الذكرى مثل شريط سينمائي يعرض مرة بعد الأخرى خلفنا حينما نرحل أو حتى أثناء وجودنا لذلك قد ننزعج من الأماكن أحيانا نشعر أن التكرار في الذاكرة اكبر من أن يطاق.
هذه نهاية مسلسل “desperate housewives”، المثالية لازالت الحياة تحمل أسرارا هل نعرف أننا حينما نمر بجانب شخص كم الهلاك الروحي الذي يشعره هل نظمن بأن سائق سيارة الأجرة الذي أوصلنا يوم أمس لا يعاني من كوابيس سر خطير اقترفه ذات حماقة؟
نهاية رائعة مثالية مناسبة للتذكير بأن الكون لن ينتهي إذا ما انتهى فصل من حياة الأشياء معنا*.
فكرت وأنا اكتب هذه التدوينة هل أتحدث عن الشخصيات؟ على مدى ٨ سنين منذ ٢٠٠٤ كم هائل من الشخصيات التي كتبت لتصل لنا  بطريقة مميزة كلها حفرت في فكري جملة أو مشهد لن أنساه، قابي وجنونها اللذيذ لينيت وإصرارها القوي، بري والتقاطها للحظات الضائعة   سوزن و طيبتها المضحكة، تبقى شخصية قابي وكارلوس كزوجين هي المفضلة لدي.
اذكر أن صديقة لي كررت على مسامعي تساؤلها كيف تدمجين مع قصه لا تحكي واقعك؟ الأمر مع المسلسلات الأمريكية المحترفة أنها تشعرني بالقضية حتى لو كانت لا تخصني، وهناك جزء من ما يقدم ليس له علاقة بالواقع أو اللغة، وهو المشاعر الإنسانية التي تتكرر بذات الغباء والألم والجمال والتفاصيل كلها لكل إنسان خطى على الأرض سواء كان جارنا القريب أو صديقنا البعيد أو حتى كائن من المستقبل، الحديث عن مشاعر الحب الحلم الوصول الفخر العجز العار المرض الوداع اللقاء الخطأ الفقد الموت الجنون النجاح, خيبة الأمل الانتظار الثقة الخوف الفرح، كلها مشتركة ومفهومة حتى لو وصفت بلغات مختلفة، كلها إذا قدمت لنا بأداء محترف ستصل بل وستأخذنا لعوالمهم، ٨ مواسم أكثر من ٢٢ حلقه لكل موسم مليئة بالجمال والأخطاء أوصلت لي أحساس المرأة في التربية و وداع الأبناء لقاء الحب الحقيقي الصدمة من الخيانة الفرح بالوصول أبدع المسلسل في تناولها حتى ان كانت تخص بلاد أخرى بعيدة.
*فصل آخر من حياة الأشياء عنوان رواية سعودية

المشاهدات 1٬563 المشاهدات 1٬564
Media التدوينات العربية قالوا - Quotes

Close is nothing.. Close is Meaningless

4 مايو، 2012

 

Laura: You must be proud you get so close
Maggie
: Close is nothing, Close is Meaningless*
*Pan Am
 

إيقاف مسلسل “Pan Am” أمر كارثي لفضولية مثلي، خصوصا في النهاية المثيرة في الموسم الأول وأنا التي وقعت في حبه من الحلقة الأولى وأتمنى أن يعاد النظر في مسألة إكماله.
المسلسل يحكي عن حقبة الستينات من الناحية السياسية الاجتماعية، من خلال رواية حكاية نصفها معلق بين السماء والأرض، مجموعة من مضيفات شركة “بان آم”  يدخلن عالم الجواسيس، في أيام الحرب الباردة ضد ألمانيا. الحكاية مزيج من وصف للحياة الاجتماعية في أمريكا والحياة السياسية وأثر الحرب الباردة.
الشخصيات، الحبكة، القصة كلها عناصر شدتني في العمل، ابتداء من ألوان الملابس  إنتهاءا بالعالم الطائر كان ساحرا بالنسبة لي، طالما تمنيت العمل في مجال يتطلب مني السفر المستمر أمر مثير بالنسبة لي.
من أكثر الشخصيات التي أحببتها شخصية “ماغي” شخصية لا تكف عن التنقيب عن الطرق التي توصلها إلى أهدافها وأحلامها، لا تبحث عن الأهداف لأنها واضحة بالنسبة لها، لا تعرف الرفض أو اليأس، تسلك أيَّ طريق المهم أن تصل خلال 14 حلقة لم تفشل في الوصول مرة واحدة، ذكية طموحة وجريئة، ولكن أمامها الكثير من العوائقالتي إختارت الالتفاف حولها بدلا من مواجهتها.
طوال الـ14 حلقة عقدت الكثير من المقارنات بين الشخصيات في المسلسل، وتذكرت صديقتي التي لطالما أكدت أن محدودية الخيارات قد تفيد في مقابل الخيارات اللامحدودة، التي قد يضيع العمر ولا نعرف ماذا نريد أو نختار وكنت ولازلت لا أتفق معها في ذلك. 
ربما محدودية الخيار  تفيد من لا يريد أن يتعب في الخيار والتفكير ولا يمانع أن يكون موجها، لكن بالنسبة للعقول المنطلقة –مثل ماغي ولكن بنسخة عربية- كيف ستواجه الحواجز الكثيرة بدل أن توجه كل طاقتها للوصول، قد يضيع العمر في محاولة كسر هذه الحواجز، والحياة أقصر من أن تضيع.

عقد المقارنات حينما أتابع مسلسلات أمريكية أمر مرهق بالنسبة لي خصوصا وضع المرأة، أحب المسلسلات التي أجد فيها إلهام، لذلك أهرب من المسلسلات العربية –الخليجية تحديدا- التي تحب أن تعرض المرأة وكأنها لاتخرج عن خيارين، إن كانت –طيبة وحبوبة- فهي ضعيفة تبكي أكثر من أن تتحدث، أو أن تكون قوية و “خبيثة”,،لاتوجد في نظرهم شخصية متوسطة إلا ماندر.
وعودة إلى “بان أم” .. توقف المسلسل للأسف لن يكون هناك المزيد من الرحلات والمزيد من المؤمرات والحبكات.

المشاهدات 2٬043
التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books قالوا - Quotes

رأيت رام الله

29 أبريل، 2012

 

 

رواية: رأيت رام الله , لمريد البرغوثي

“الغربة كالموت، المرء يشعر أن الموت هو الشيء الذي يحدث للآخرين. منذ ذلك الصيف أصبحت ذلك الغريب الذي كنت أظنه دائما سواي.”-1

حينما كنت في المرحلة المتوسطة كانت القنوات الفلسطينية في فترة الانتفاضات هي برنامجي المفضل رغم الجنازات التي أشاهدها الأطفال الذين يقدمون أرواحهم قبل حجارتهم الأمهات اللاتي يقفن شامخات أثناء مرور جنازات أبنائهم, كلها كانت تشكل في نظري قوة عربية لم أعرف مثلها ولم أتذوقه أبدا, فلسطين الحجارة لا أنسى أبدا كم بكيت وكم تقلبت وأنا لازلت أرتدي “مريول” المدرسة من قناة لأخرى أنا من جيل كان يظن بأنه يفهم المأساة العربية, لكنني وبعد “رأيت رام الله” لم أعرف شيئا أبدا وكل غصة قهر كنت أظنني أفهمها وأعيشها, كلما قرأت وكبرت أعرف أكثر وأحزن أكثر, وأكره جهلنا.
هذه الرواية كتبت بلغة الحنين , الممزوجة بغصة الظلم , هذه السيرة من أول صفحاتها مع تلك الشهادة التي لم تجد “حائطا” تعلق عليه , إلى ” ورقة لم الشمل” , وهي تذكير لكل من سها أوتناسى , الرواية بسطت المشهد تحدثت عن الشتات وكأن مريد يجمع الحروف ليلقي بها خلف ظهره لكنها تتبعه أينما حل, هل يخاف مريد أن ينظر خلفه؟ .
من أفضل ما قرأت في وصف حال الفلسطينيون اللاجئون ” أدبيا” سبق وأن قرأت رواية اللاجئة, لكن هذه الرواية صورت حالة أخرى كما لو أن الوطن ” حقيبة سفر”.
ما أحببته بأن مريد وثق من خلال ما قد أسماه سيرته الشخصية أسماء وشخصيات فلسطينية وعربية لها ثقلها نضاليا و ثقافيا, وحتى الأم الفلسطينية الطالب والطفل والرجل الكهل الذي مرت سنواته في نضال وتفاؤل “صعب”, كان حاضرا بطل الرواية هي فلسطين , المقسمة التي لازالت تربط أجزاءها ببعض لازال هناك خط لاتستطيع إسرائيل مسه أو قطعه أو بناء المستوطنات عليه لعزل الفلسطينيين يجمع بين الوطن بأكمله يمثله حتى اللاجئون الذين عاشوا حياتهم على أمل العودة كل شيء مؤقت خارج فلسطين مؤقت يسرق منهم الكثير ويحي الكثير.
-2″نسيج السجادة هو المستوطنات عليها بعض النقوش متناثرة هنا و هناك هي كل -ما تبقى لنا- من فلسطين.”

رأيت رام الله , لم تغرق في عاطفتها بدون أن تشير إلى الأخطاء, العاطفة “واقعية” إن صح لي القول, رغم أنها بسيطة إلا أن في اللغة عمق “جارح”, تركض الأحداث ذهابا و إيابا على خط الزمن لكنها تبقى في الحاضر لانتظر للمستقبل أبدا ربما لأن الكاتب أعتاد على عيش اللحظة التي لا يعرف قادمها وكذلك كل شخوص الرواية, لم تنظر للمستقبل تركتها للقدر يعبث أو يعيد ترتيب الأشياء.
توقفت كثيرا عن أمنيات مخبئة للكاتب الرواية مريد البرغوثي حينما قال بأنه لا يملك مكتبة, وأين سيضعها لو امتلاكها, أمنيات صغيرة تقتل على يد الغربة, الرواية تصف 30 عاما وبينه وبين فلسطين جندي إسرائيلي, الذي قال عنه :
“بندقيته هي تاريخي الشخصي, هي تاريخ غربتي. بندقيته التي أخذت منا أرضَ القصيدة و تركت لنا قصيدة الأرض في قبضته تراب و في قبضتنا سراب.”-3
يتحدث بها مريد عن الغربة وما تفعله عن اللجوء عن الذكريات التي نسيت الشاب الذي غادر ليعود وعلى أطراف جبينه ثلج الغربة الذي لن يذوب.
الصدفة الجميلة أنني قرأتها بعد رواية ثلاثية غرناطة, التي كتبتها رضوى عاشور زوجة مريد برغوثي التي كان يتحدث عنها وكأنها ملاكا كل مرة يغرق فيها في وصف ملؤه الحنين ومرارة الغربة يعود ليذكر روضة كأنه يستعين بها على ذكرياته.

1-2-3 : مريد برغوثي

المشاهدات 1٬829
التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books

خرافة التقدم والتخلف – جلال أمين

17 مارس، 2012


هذا الكتاب أول قراءة لي في فكر جلال أمين , وجدت في تسلسل أفكاره وطرحها زاوية مختلفة وطريقة جديدة للتفكير, في كل ما مر به العالم الإسلامي فكريا واجتماعيا, واقتصاديا.
يتطرق جلال أمين من خلال كتابه إلى فكرة التقدم والتخلف , بمحاولة توضيح أن القول عن أمة بالمطلق بأنها متقدمة هو أو القول “أمة متخلفة بالمطلق” أمر خارج حدود المنطق, لأن الأمة هي عبارة عن خليط من أكثر من عنصر قد تتقدم بأحده وتتأخر بآخر وبحسب وجهات النظر المختلفة, وهذه بالذات طريقة جديدة للحكم تعلمتها من كتابه, لأننا بالغالب نسمع كلمة :”شعب متخلف” أو ننظر مثلا للمجتمع الأمريكي بأنه متقدم, بعد قراءة الكتاب أمسكت بورقة وقلم وكتبت الأمة العربية و أمريكا , وكتبت كل النواحي التي أجد أن العرب متقدمين ومتخلفين بها والأمر ذاته تحت اسم أمريكا, ووجدت أنه من وجهة نظري قد تختلف المقاييس التخلف ربما يكون تعليمي أجتماعي لدينا لكن اقتصاديا لحد ما نحن أفضل خصوصا بعد الأزمة العالمية وما إلى ذلك, وأمريكا قد تكون متطورة علميا وقانونيا وإداريا, لكن اجتماعيا لا أعتقد برأيي الخاص أن حياتهم متقدمة في بعض نواحيها والأسباب يطول شرحها.
هنا يجب أن أوضح بأن ماكتبته أعلاه لا يعني عدم اعترافي بالتقدم الأمريكي أو القصور الذي نعيشه كعرب, لأن الاعتراف بالتأخر هو أول الحلول, ولن أتغاضى عن الحقيقة, لكنه مقياس جديد علمني التوازن حتى لا أكره واقعي.
ومن أسباب التأخر الدونية التي يشعر بها العرب مقابل الأجنبي, وضحها جلال أمين حينما تحدث عن “الخواجة” الذي غرس هذا الإحساس لدى العرب وقت الاستعمار, وكيف أثرت عقدت الخواجة على البعض , حتى أصبح التقدم أمر محال داخل النفوس العربية.
الكاتب هز الكثير من المصطلحات مثل الحرية و التنمية الاقتصادية والإنسانة وتمكين المرأة وحرية الإعلام التي خرجت علينا من خلال دراسات قام بها الغربية لمحاولة التأكيد في رسائل غير مباشرة للعالم العربي بأنه لايزال يعاني من مشكلات تقدم عليها الغرب وأجتازها في حين أن لدى الغرب الكثير من المشكلات التي قد تقلب موازين الحرية التي يدعونها, وفي هذا اتفق مع جلال أمين , أنها موجودة لدى الغرب بفارق بسيط هو أن أي جماعة أو شخوص يعانون في المجتمع الغربي من الاضطهاد لديهم المحال للحديث والمطالبة إذا استطاعوا أن يصلوا للرأي العام في حين تنعدم وسائل التعبير لدينا.
ماشدني هو الفصل الذي تحدث فيه عن الإرهاب حيث ناقش المصطلح و نشأته وطريقة تعامل الإعلام معه بطريقة لم يسبق لي أن فكرت بها أو قرأتها, وكيفية تمييع المصطلح ليبقى فضفاضا يسع كل ما يقع في طريق الغرب ليسهل التخلص منه, وليكون أمر عالمي لا يخص بلد دون آخر.
كتاب عميق رغم انه خفيف , هز مصطلحات تشربناها لنعيد التفكير بها و نشك بكل طرق تلقينا للأفكار حتى نستطيع أن نخرج بأفكار خاصة, طريقته في طرح الأسئلة هي احترام لعقل القارئ ولفكره وخروج عن الطرق التي تعودت الوصايا على العقول والتعبير.
بقي أن أقول عن الكاتب بأنه في بضع مواقف شعرت بأنها متحامل على الغرب بطريقة أكثر من المعقولة لكن توصلت بعد الانتهاء من الكتاب إلى أن الكتاب لا يحاول أن يؤسس فكرة بقدر ما يحاول أن يؤسس طريقة للتفكير ولا بأس من الشك بكل مانتلقى حتى حينما نبتلعه يكون له النكهة التي نريد ونحب, هي مجرد وضع الأفكار في عقولنا ومحاولة تفسير كل واحدة على حدة.
الأستاذة صفية الجفري, حينما ناقشتها عن الكتاب رشحت لي قراءة سيرة جلال أمين, ولأنني أثق برأيها وذائقته –الفكرية- أصبح في أولويات قائمتي القادمة.

المشاهدات 1٬631
التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books قالوا - Quotes

ثلاثية غرناطة

6 مارس، 2012

هل في الزمن النسيان حقا كما يقولون ؟ ليس صحيحا الزمن يجلو الذاكرة , كأنه الماء تغمر الذهب فيه , يوما أو ألف عام فتجده في قاع النهر يلتمع.
لا يفسد الماء سوى المعدن الرخيص يصيب سطحه ساعة فيعلوه الصدأ.
لايسقط الزمن الأصيل من حياة الإنسان يعلو موجه صحيح.
يدفع إلى القاع يغمر ولكنك إذ تغوص تجد شجيرات المرجان الحمراء وحبات الؤلؤ في المحار. لا يلفظ البحر سوى الطحالب والحقير من القواقع, وغرناطة هناك كاملة التفاصيل مستقرة في القاع غارقة.*

*رضوى عاشور

 

الأندلس لغز ساحر بالنسبة لي أقرأ هنا وهناك تفاصيلها الكثيرة تأخذني مرة للزهو والفخر بطريقة مضحكة أحيانا, ومرة أغضب من تشويه التاريخ والحضارة من أسماء لم تضف للتاريخ الإسلامي شيئا.
مايميز ثلاثية غرناطة ..أنها رواية قريبة للإنسان حاولت رضوى أن تتحدث عن الإنسان والعديد من الأجيال, عن الحياة الاجتماعية والحب, و كيف عاش الأندلسيون تقلبات المجد والرخاء وكيف دفع ثمن مئات السنين من الانهيار البطيء.
الوصف والتفاصيل الدقيقة ترضي نهم قارئة مثلي تكمل التفاصيل من خيالها حينما لا تتوفر, قلما توقفت عن القراءة مع ثلاثية غرناطة كما مع غيرها من الكتب التي أقف أتأمل المشاهد لإكمال شكل فناء المنزل مثلا أو ملامح شخص حتى أعيش التفاصيل بحذافيرها, رواية التفاصيل رواية الوداع والرحيل ربما استطيع أن أطلق عليها النسخة العربية من مئة عام من العزلة … ولكنها مئة عام من السقوط والوداع الطويل.
أبكتني فصولها كيف يشاهد المسن نيران تلتهم مجهود المئات من السنين والأشخاص في ثواني… كنت قد مت في خيالي قهرا قبل ان يموت …. الكتاب هذا الكائن الذي يمد تفاصيله لتصبح وأرواحنا جزء واحدا كيف أصبح مجرم هارب مختبئ في ذاك الزمان.
قرأت الكثير عن الأندلس لكنني أتعامل مع تلك البلاد “كحدث” حضارة سقوط.. مع ثلاثية غرناطة دخلت عوالم الأشخاص كيف واجهوا السقوط كيف تكيفوا مع الحياة كيف حرسوا دينهم وسقوا لغتهم من مياه عيونهم.. مع أزقة غرناطة وبقية المدن وقصورها وحجارتها وهي تنطق بهويتها سمعت صوت الكتب وهي تنعي موت زمان رخاءها .. حتى بناء الشخصيات كان مذهلا في الثلاثية .. في خط زمن مذهل متى يقف ومتى ينتقل لحدث آخر .. حتى في ثرثرة الشخصيات أحسست في بعض النقاط أنها كناية عن زمن متكرر لا ينتهي من إعادة نفسه بملل, أحسست أن التفاصيل الكثيرة والثرثرة جزء من خطة رضوى مع الرواية, وإن كانت في نظر من ناقشت معهن الرواية هي مجرد إضافة لا داعي لها.
فترة حرجة من التاريخ الإسلامي العربي الأندلسي , فترة الضعف السقوط الحصار .. كلها والثوار يشكلون أملا ترسله الجبال مرات استبشار الأهالي رغم ما يعيشون, أحببت كيف يظهر في لحظات, ليخفف علينا غصة رافقتني .. رغم أنني اعرف التاريخ كنت بطريقة مثيرة للشفقة أنتظر أن تقول رضوى عاشور بأن الثوار انتصروا وعادت الأندلس مسلمة عربية..
الأندلس غرناطة البيازين …. إلخ تاريخ وحكاية لا نمل تكرارها مئات السنين تبعت بعضها وانقضت ولازالت حكاية الرثاء الكبيرة التي نعيد ترديدها ولم تجف حتى اليوم الجفون التي تبكي سقوطها المر.

المشاهدات 1٬960
التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books

الخلود – ميلان كونديرا

21 ديسمبر، 2011



هل الرواية شيء آخر سوى فخ منصوب للبطل؟” “

* ميلان كونديرا-الحياة هي في مكان آخر

هنا كانت الخلود فخ لأفكارنا ولتوقعاتنا, الرواية/الحياة نقطة البداية ونقطة نهاية وبينهما حالة من الخطوط والأشياء المتشابكة التي توصلنا إليها أنا(نا) الخاصة, في رواية كونديرا هذه السهلة الممتنعة روى الحياة بكل تعقيداتها بكل فوضاها, ليس هناك بداية لأي شيء قد تبدأ من المنتصف لتجدك تترنح بين الماضي والمستقبل رغم أنك لازلت هاهنا مكانك في حاضر غير معروف تحاول تفسير الصدف والحياة, وتفكر بهؤلاء الخالدين الذين لا يملكون من خلودهم إلا أسماءهم وكل ماعداه هو أصوات غيرهم ممن يعشقون الأشياء ليبدؤوا باختلاق قصص عن خلودها.
“العالم الكونديري” مختلف تماما عن أي عالم آخر, لا يوجد تسلسل تقليدي كما في بقيّة الروايات, هي محاكاة للحياة “الغير متوقعة”, لا يمكن قراءة رواياته بدون تركيز, لأنه حتى حينما يصف المشاعر يربطها بأفكار فلسفية تستحق التأمل والتفكير.
“الخلود” تحتاج فعلا لفأس وحقيبة حتى تنقب وتحمل ماتريد, تشبه الرحلة الشاقة التي تنتهي بها لتحقيق حلمك, لتغلق أخر صفحاتها وأنت تعرف أنها تستحق العناء, رواية بلا أبطال الحياة هي البطلة الوحيدة, ولكل شخصية مكانه من العالم أناه التي شكلت له نظرته للحياة وطريقة تعامل الحياة معه.
الخلود.. جعلتني أفكر في “حياتي” كما اعرفها ومحاولة تفسير كيف يعتقد الآخرون عن “أناي”, مجرد تفكير بكل ما عبرت عنه وكيف سمعه الآخرون, لأنني كونت تلك النظرة بما قلته.
الجميل في حوار الكتّاب الذي تداخل مع مجريات القصة, -همنقواي وغوته- من “يُحسدون” على الخلود كأن الراوي أراد القول أننا محضوضون لأن أنا(نا) نصنعها نحن بطريقتنا ولا يكتبها غيرنا كما يعتقد عنا.
“كونديرا” الاستثنائي يُجيد تحويل الصدف إلى أحداث مهمة, يُجيد بشكل رائع بتحويل المعاني البسيطة لأفكار عميقة, كونديرا مليء بالدهشة أحب أن أقرأ عملا ينقل الحياة بكل تفاصيلها الفوضوية دون أن يقدمها وكأنه طريقة واحدة وخط مستقيم وتسلسل منطقي, الحياة هي أكبر الأفكار/الأشياء/ الغير منطقية, وهذا ما يقوله كونديرا.
قرأت “الخلود” في سهرة جميلة وأكملتها على مراحل لم تفسد متعة قراءتها.

قرأت لميلان كونديرا : خفة الكائن التي لا تحتمل , الحياة هي في مكان آخر , فالس الوداع , فن الرواية, حتى الآن الخلود أجملها.

من رواية الخلود:
تَغَيّرَ الوضع, وفهم الصحافيون بأن طرحْ الأسئلة ليس فقط طريقةً لعمل صانع الريبورتاج الذي يتابع بتواضع تحقيقا ما ممسكاً بمفكرته في يده, بل طريقة لممارسة السلطة حقاً, ليس الصحافي هو من يطرح الأسئلة, بل هو الشخص الذي يملك الحق المقدس بطرحها , وبِطرْحِها على أيِّ كان, وحول أي موضوعٍ كان.
ولاتقوم سلطة الصحافي على حق طرح السؤال بل على حق المطالبة بِجواب.”
**
“حتى لحظة معينة, يبقى الموتُ شيئا أبعد من أن نهتم به , إنه ليس على مد النظر إنه غير مرئي. إنه الطور الأول للحياة , أكثر الأطوار سعادة.”

**
“اسمُ عائلتنا أيضا, هو يُقسَم لنا بالمصادفة, دون أن نعرف متى ظهر في العالم, ولا كيف التَقَطَهُ أحد الأجداد المجهولين. إننا لانفهم هذا الاسمَ مطلقاً, ولا نعرف شيئاً عن تاريخه, ومع ذلك نحمله بإخلاص مُمَجّد, نتوحّد به ويروق لنا جداً, ونفخر به بشكل يدعو للسخرية كما لو أننا نحن الذين ابتدعناه تحت تأثير إلهام عبقري”
**
“-آنييس, قال بول…وجهُكِ لا يشبه أي وجهٍ آخر..
(ابتسمت)
– قال بول: لا تبتسمي .. أتكلم بجد…. عندما نحب أحداً, نحب وجهه وهكذا نجعله مختلفاً كلياً عن الآخرين.
– تعرف.. أنت تعرفني من وجهي, تعرفني كوجهٍ, ولم تعرفني على نحو آخر قط.. ولهذا لم يخطر لك بأنه يمكن ألاَّ يكون وجهي هو أنا!!!!.”
**
“جميعنا في جزء ما من أنفسنا نعيش وراء الزمن, ربما أننا لا نَعي عمرَنا إلا في لحظات استثنائية, وأننا معظم الوقت أشخاص بلا أعمار*”

في قودريدز