المشاهدات 1٬779
التدوينات العربية سينما - Movies قالوا - Quotes

?Les Misérables : Do you hear the people sing

30 يناير، 2013

Les-Mis-Jackman

ليس لدي الحقيقة الكثير لأقوله  حول الفيلم,  وهذه التدوينة مجرد تسجيل لإعجابي لا أكثر ,  أحب أن أمر بعد سنوات لأشاهد انطباعي عن الفيلم.

بإخراج أقرب للعمل المسرحي كوّنت ملحمة جميلة, لأن الفيلم مأخوذ من النص المسرحي لرواية البؤساء لفيكتور هوجو, الموسيقى عالم آخر, قرأت بأن الممثلين أدوا أغنياتهم أثناء تمثيل المشاهد بشكل مباشر وأعتقد أن ذلك كان واضحا لأن الممثل كان يقدم الأغنية بإحساس حاضر, والحس الفكاهي في الفيلم له بصمة  مميزة, برأيي أن فيلم “Les Misérables”   أنتج ليشاهد على مقاعد السينما سيكون وقعه أكثر جمالا.

ملفت للنظر, كيف جاء الجيل الجديد لينتفض لكرامته, وكيف يعرف “الصغار” معنى العبودية والفقر والخوف الذي عاش به أبائهم القصة تقدم الأجيال الجديدة أكثر جرأة في الثوار الشباب, الذين حتى حينما أرادوا التراجع  هتف الطفل ليعيد إليهم روح الثورة لشعلهم وهم يعرفون بأنهم سيهزمون –لتخلي البقية عنهم-, 

“هل تسمع غناء الشعب وهو يشدو أغنية الغاضبين؟
هو صوت الشعب الذي لن يصبح عبدا من جديد.
عندما تتناغم ضربات قلبك مع دقات الطبول.
ستبدأ حياة أخرى عندما يأتي الغد الجديد”.

les-miserables-trailer-uk-hugh-jackman

الفيلم بأكمله استثنائي, مؤثر,  لن تستطيع منع دموعك, ربما شاهدته باستعداد مسبق ومبيت للبكاء, كل المعاني في الأغنيات التي قدمت كل زوايا التصوير الأزياء الممثلين, الإحساس ,  وإن كنت بالعادة لا أحب الأفلام الغنائية, لكن هذا واحد من القلة التي راقت لي.

الفيلم هدية لكل ثوار العالم, اللقطة الأخيرة , مؤثرة, وصف الحياة  – الأخرى – بعد الموت التي يكمل بها الثائر هتافه حتى بعد أن قدم حياته من أجل أن نعيش.

المشاهدات 2٬023
التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books قالوا - Quotes

الحارس في حقل الشوفان

17 يناير، 2013

7015554

رواية : الحارس في حقل الشوفان 
ج.د سالنجر 
ترجمة غالب هلسا

“كان أحد أولئك المزيفين الذين يوسعون الفراغ الذي حولهم حين يردون على سؤال وجه لهم*”
الرواية حقيقة تتحدث عن واقع المراهق ربما عبر عنه هولدن –المتحدث في الرواية- بطريقة ناقمة على المجتمع “المزيف” كما يعتبره, والذي يمقت الكبار المزيفون , لأنه بدأ يدخل عالم الكبار ويعرف الفرق بين عالمه الصغير السابق والعالم الذي عليه أن يدخله الآن وربما هذا التذبذب والمنطقة المتوسطة هي التي تسبب كل  “الحيرة” والتعب والضياع التي يمر بها المراهق ربما عبر عنها أو بقيت حبيسة نفسه.
هولدن يعبر بنا شوارع نيويورك يعاني الوحدة القاتلة ويهرب من منزله المكان الذي يعتبره مركز العاصفة التي ستلحق به وهي كذلك بالنسبة للمراهقين, الرواية تعمقت في نفس المراهق ونقلت لنا ما يشعر به في لحظات يتصرف كالبطل البالغ الكبير وأخرى يبكي مثل الأطفال, خصوصا موقفة من أخته حينما أراد أن يصل إليها ليطمئن, هذا دليل بأنه يحتاج لشخص يثق به.
فلسفته حقيقة مميزة وتلفت النظر كيف ينظر مراهق للعالم بهذه النظرة التي هي تتكون نتاج تجارب وخبرات كبيرة ربما هولدن – ومن مثله في عالمنا الحقيقي خارج الرواية-  شخصيات رائعة ضاعت في زحمة المشاعر التي كبرت في هذا العمر, بالحقيقة احترت كم نجمة أمنحا وقرأت مراجعات الرفاق في الصالون, قالوا بأن الفكرة عظيمة لكن السرد ممل بالنسبة لي لم أشعر بالملل من سرده أبدا , لكن الرواية شرحت سلوك أو وصفت نفسية مراهق حينما انتهيت منها لم أعرف ماذا أضافت لي شعور متذبذب بين 4 أو 3 نجمات وكانت الأخيرة الأقرب, وحقيقة توقعت النهاية بأن يكون في مصح نفسي فعلا كان تعامله مع العالم وفكرته عنه تحتاج لتقويم أو ع الأقل لشخص يفهم كيف يتعامل معه.
خلال الرواية شعرت بالأسف على والديه , حقيقة وجود أفكار بهذا العمق داخل رأس صغيره عمره 16 عاما ليس بالأمر السهل أبدا, وفعلا أصبح العالم مكان خطر على المراهقين هذا ما أشعر به لا أعلم.
بقية الإشارة إلى أن الترجمة وفقت بنقل لغة المراهق الساخر المكتئب , قرأت نصوص من النص الأصلي وأعتبر الترجمة ممتازة,  إلا بعض الجمل التي لي عليها ملاحظة ولكن المترجم له فلسفته من خلالها.
* من الراوية

صفحتي في موقع Goodreds

المشاهدات 1٬814
التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books

أن تقتل طائرًا بريئًا

15 يناير، 2013



رواية : أن تقتل طائرًا بريئًا  
هاربر لي 

الرواية جاءت على لسان سكاوت وهي طفلة تروي عن المنطقة التي عاشت فيها, جزء من شيطانتها الصغيرة , عن حياة القرى وأهلها وطريقة الحياة فيها والعنصرية التي اكتشفتها من دفاع والدها المحامي عن متهم “ملّون”, الرواية أشبه بفيلم أمريكي , الحبكة والقصة والتسلسل والضرب على وتر العاطفة , الصفحات الأولى لم تشدني وكنت أمر عليها بملل, إلا أن تعليقات أعضاء قروب “صالون الجمعة” عن الرواية شجعتني على المواصلة.
” إذا لم تقرأ الرواية أفضل أن لا تكمل المراجعة هنا, ربما أفسد عليك بعض المتعة لاحقا”
في البداية أحب أن أنوه بأنني انتقدت كيف تكون هذه الأفكار العميقة والملاحظات من طفلة صغيرة في بداية قراءتي ولم أستسغ الفكرة , لكن بعد إكمالها وتكوين صورة عن طريقة تربية الأب لأطفاله في الرواية, وحبه للقراءة وتشجيعه لأطفاله على التعبير تفهمت الأمر وبالإضافة إلى استماعي لحوار دار بين أم وأطفالها من معارف العائلة كانوا ناضجين بطريقة لم أصدقها, لذلك تجاوزت عن هذه الملاحظة.
الموضوعات الأساسية –غير وصف القرية و الطفولة فيها- في الرواية هي الطبقات الاجتماعية والعنصرية ضد الملونين في أمريكا , أو في ولاية من ولاياتها التي تتعامل مع الشخص على أساس لونه, الرجل الأبيض الذي ينظر بتعال على أي رجل أسود في أمريكا يستحقر أيضا أي رجل أبيض يدافع عن متهم كل تهمته بأنه “ملون” ومهما كانت الأدلة واضحة فإن لونه يغيبها تماما عن تفكير المحلفين الذين يحكمون بما نشئوا عليه “عنصرية ضد السود” وليس بما يمليه عليهم عناصر مثل العدل والأدلة الواضحة.

 

تذكرت وأنا أشاهدها الأفلام التي تحكي عن العنصرية ضد السمر, وكنت أربطها في العنصريات التي تمارس في مجتمعي ضد فئات معينة , بالرغم من أنه –كما في المجتمع الأمريكي سابقا أيضا- لاتوجد أفضلية لأي طرف على آخر إلى بالخيال المريض الذي يصور للإنسان بأنه إذا ولد أبيضا –أو أي عنصري آخر- فهذا يكفيه عن أي شي آخر.
الحوارات في الرواية رائعة, طريقة تربية أتيكوس لجيم وسكاوت , جميلة الحديث مع الصغار بثقة وبطريقة تشعرهم بأنهم كبارا دائما ما تعطي نتائج على شخصياتهم التي تنضج بسرعة, وأن كانت تحتفظ بشيطناتها الطفولية اللذيذة.
الرواية هي المولود الوحيد لكاتبتها “هاربر لي” حولت لفيلم سينمائي, في عام 1962, أفضل لو أنني قرأت الراوية باللغة الإنجليزية, سأحاول الحصول عليها بلغتها الأصلية وأقرأها.

هنا حسابي في موقع Goodreads 

 

المشاهدات 1٬950
التدوينات العربية سينما - Movies

The Words

24 ديسمبر، 2012

فقط في الوقت الذي ظننت بأن زمن الدهشة الجميلة انتهى، جاء فيلم الكلمات، يعيد سرقت عيني وتفكيري خلال ساعتين تقريبا, في السنوات الماضية شاهدت العديد من الأفلام وأعجبني الكثير منها لكنها لم تدهشني لم تفتح جزءا داخلي ليتجاوب حتى مع إيماءات الممثلين والموسيقى التصويرية، -كما أتذكر مع بلاك سوان مثلا – ، الآن مع فيلم “الكلمات”، القصة داخل القصة التي تتحدث عن قصة، -دوامة صحيح؟-.
نسيت أن أقول.. أذا وصلت إلى هذه السطور ولم تشاهد الفيلم ربما يستحسن تأجيل قراءة هذه التدوينة لوقت لاحق..

باختصار كاتب مبتدئ يحلم بنشر روايته الخاصة التي يعمل عليها ويتفرغ لها بشكل تام طوال ثلاث أعوام من عمره, تسانده حبيبته بصبر ليس له حدود, ليصل الكتاب إلى ناشر يقول له بصراحة بأن كتابه رائع لكن الزمن الحالي يحتاج الأكثر روعة لذلك لايصلح للنشر.
استوقفتني هذه اللحظة , ماذا يحتاج الكاتب؟ إذا اللغة والذكاء لا تكفي لينشر كتابه؟؟
الأمر أبعد من ذلك لطالما عرفت أن الكتابة تحتاج تجارب جبارة لتخرج لنا الخلاصة، لا أعتقد أن كل رواية قرأتها قد خاض تفاصيلها الكاتب, لكنني أؤمن بأن جزءا منها  فكرة فصل بداية مست الكاتب في مرحلة من حياته، ربما الفكرة التي بنى عليها روايته, هي فكرة خرج بها من حياته، ليتخيل حياة أخرى تعيش تجربته، ربما الأحداث أيضا فيها جزء من الواقع لكن الكتاب الناجح هو الذي يدخل هذه التجارب إلينا يبكينا يفرحنا يسرب لنا ألمه، الصدق في الكتابة عملة نادرة القارئ كائن يملك حاسة عاشرة، يستشعر بها الصدق ينفر أو ينجذب لكتاب بناءا على ذلك.
اتخاذ الخيارات سهل إنما التعايش مع نتائجه هو الأصعب، هذا ما يوصله الفيلم باختصار،  من تريد أن تكون؟ كيف تكونه؟ ماذا تختار لنفسك وكيف تواجه خيارك؟ أمر صعب جدا لا يجتازه الجميع.
الفيلم لغز يتداخل الخيال مع الكاتب، هل روي هو همند؟ كتب بصدق ليحقق نجاحا حقيقيا من رواية كتبها دون استعارة أو سرقة هذه المرة؟.

تمنيت لو أنني أستمع للروايات التي “أدهشتني ” يوما ما بلسان كاتبها يرويها لي وأحاول كشف شخصياته ماذا أخذت منه وماذا تركت له.
تجربة الجندي الكاتب مؤلمة فجرت بحرا من الكلمات التي ما أن ضاعت من بين يديه حتى أخذت ما تبقى من عمره حتى قبل أن ينتهي.

المشاهدات 1٬948
التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books قالوا - Quotes

روايات لـ ميلان كونديرا

24 ديسمبر، 2012

في تحدي القراءة بدأته على موقع قودريدز هذا العام, قرأت 3 روايات لميلان كونديرا, سأدرجها في تدوينة واحدة لأنه لا يوجد الكثير لقوله عن كل واحدة, حقيقة لا أعرف ماذا أقول حينما أنتهي من القراءة لكونديرا رغم أنه يحيِّ الكثير من الأفكار داخلي:
الهوية :


“لا تستطيعين قياس المحبة المتبادلة بين كائنين بشريين بعدد الكلمات التي يتبادلانها، الأمر بكل بساطة هو أن رأسيهما فارغان وربما كانا يرفضان -عن لباقة- أن يتحادثا لأنه ليس لديهما ما يقال. “

لا أكتفي من الروايات القصيرة مع كونديرا، كنت أقرأ بنهم وبطريقة سريعة أبحث بها عن نقطة توقف لالتقاط أنفاسي والتفكير، لكن القراءة عمل عقلي لا مجال معه للتوقف خصوصا مع العبقرية التي تجبرنا على الحياة داخل الرواية والتفكير داخلها واستخدام منطق شخصياتها.
” شانتيل” تبحث عن -أناها- لم تعد تتعرف عليها في تفاصيل تغيرت من عمرها، ” لم يعد الرجال ينظرون إليها ” كل ما يخطر في عقلها من تساؤلات عن خط الزمن الذي مرت
به عن معاني لأفكار نمر بها نحن أيضا عن الأصدقاء الحب الجمال العمر الجسد عن الذات.
ومارك حبيب شانتيل القوي بصغر عمره الذي يشعرها بالضعف، مارك الذي يقوده حبه للبس قناع يحاول من خلاله طرد هواجس أرهقت حبيبته لكنه يقع في فخ السؤال والعبث
العقلي الذي تنتجه الأسرار.
برأيي أن جمال هذه الرواية في غموضها، و بحثها عن الهوية بين متغيرات الزمن وعناصر أخرى من الواقع الذي تمر به وتتساءل عنه دائما.
قربها من الواقع بشكل كبير يجعل منها بوابة للتساؤلات والبحث في الماضي الخفي وما طرأ على إحساسك تجاه هويتك التي تعتقد كل عام بأنك بدأت تتأكد من معرفتها وتسيطر على ما يؤثر عليها.
الخلل الذي أصاب علاقة شانتيل ومارك، أصابني بالحيرة، وكيف ينظر كل شريك نحو شريكه و ما مقدار ما تتأكد من قوته وثباته بالعلاقاتك المختلفة.
أذكر أنني قلت لصديقتي التي تنتقد الروايات دائما، أن كونديرا أحد الكتاب الذين يؤكدون بذكائهم بأن الرواية ليست مجرد حكاية تقرأ للتسلية هي بوابة للعديد من التساؤلات
واستجواب الذات، حتى لا أبدو “متحمسة” أكثر مما ينبغي سأنهي كلامي هنا.

البطء :

البطء اللذة التي تأتي من الهدوء والتركيز يفتقدها هذا العالم, كنت أعتقد أن هذه فكرة كونديرا من الرواية, لكنها كانت عالمين متداخلين يقفز بينهما كونديرا ليتحدث عن البطء والحب والعلاقات السريعة, ورقص السياسيين.

كما يعودنا كونديرا الأفكار من حيث لا نتوقعها أفكار تراودنا دائما لكنه يعرضها بعمقه الرائع، الرواية هي عن زمانين متداخلين في ذات المكان، ويستحضر خلال الأحداث رواية من القران الثامن عشر “ليلة بلا غد” التي تتحدث عن السيدة “ت” التي تمر في علاقة في شاب جديد، الأمر الذي يقارنه بحياة شخصياته من القرن العشرين.
فلسفة كونديرا مفضلة لدي بطريقة يصعب حتى الحديث عنها.

الجهل:

” الحنين ألم الجهل “

تركت هذه الرواية فترة طويلة، كما هي العادة تطير كل الأفكار التي قررت الكتابة عنها بعد الانتهاء، لأنني لم أجد وقتا كافيا، الرواية تتحدث عن المهاجر، الذي دفعته أسباب كثيرة للهرب من وطنه، أو ما يعتقد الجميع وطنه ليحاول دفن جذوره في بلد آخر، الوطن الأم ينظر إليه كهارب مذنب، والوطن الجديد يعامله -وإن كانت بطريقة غير مباشرة- كأنه دخيل وضيف طال بقاؤه.
كونديرا يغوص في كل شخصية يدرسها بطريقة مشوقة، لنشاركه معرفة دوافع الهرب، أو البقاء، ماذا يفعل المنفى؟ أو الأوطان التي نبحث عنها خارج حدودنا؟ في الشخص الذي كنّاه!، كيف أن الشوارع القديمة والوجوه المألوفة لم تعد تحرك في المهاجر سوى حنينه القديم للهرب، كيف نعتاد على الوطن الجديد لنعود تائهين في شوارع مع كل خطوة نتأكد بأننا نعرفها لكنها لم تعد تعرفنا. كونديرا أكثر ما يبدع في هذا الموضوع لأنه يعيش في فرنسا بعد هجرته لوطنه التشيك وتغيير الكثير من المفاهيم التي كبر عليها واعتنقها.
هناك تساؤل توقفت عنده كثيرا جاء على لسان البطلة :

” كيف تستطيع نساء لا يصغى إليهن أن يضحكن؟! “

هنا حسابي في قودريز إذا أحببتم متابعة قراءاتي 🙂 

المشاهدات 2٬007
رفوف المكتبة - Books قالوا - Quotes

ليلة لشبونة

26 نوفمبر، 2012

رواية ليلة لشبونة .. 
للألماني إريش ماريا ريمارك

“ربما أطلق في المستقبل على عصرنا هذا اسم زمن السخرية”.

حينما تتحول حياة الإنسان وحريته لدفتر صغير, يسمّى جواز السفر وأحيانا يكون وثيقة إدانة, الكاتب الألماني “إيريش ماريا ريماك” يصف في ليلة لشبونة, مشاعر المهاجرين الفارين من الديكتاتورية, والذين يعيشون واقع ضيق متناقض لا يرفضهم ولا يقبل بهم.
رواية تتحدث عن مهاجر -معتقل هارب- يحكي قصته في ليلة واحدة لمهاجر غريب يجمعهما ذات الضياع وكلاهما يحلم بأرض لاتهددهما معتقلاتها, كيف يتجول شفارتيس دون تفسير لتصرفاته سوى أنه أراد الحياة, يبحث عن سبب في عقله الباطن لكل ما أقدم عليه من مغامرات لكنه لا يجده إلا حينما يلتقي “هيلين” بعد خمس سنوات من الفراق, فيجد فيها “نكهة” لحياة تشرد وهرب أجبر على أن يعيشها.

ذكرياتنا ليست تحفة عاجية معروضة في متحف محكم ضد الغبار. بل حيوان يعيش” ويلتهم ويهضم.. إنها كالتنين في الأساطير, تلتهم نفسها لأنها الطريق الوحيد الذي تستطيع من خلاله الاستمرار.”

وصفت الرواية مانشرته النازية بين الناس من خوف وضياع, أحالت الحياة لكابوس طويل يتكرر حتى يصبح الفزع منه أمرا ثانويا بجانب ما يشعرون به حقيقة تجاهه.
أحببت الرومانسية الخفية التي أضافها وجود هيلين في الرواية الحب الذي فقد نفسه بين بقية المشاعر المختلطة , والذي خيل لنا بأنهم فقدوا القدرة على تذكر طريقة إحياءه إلا من لمحات سريعة بين حالة الهرب والاعتقال والقيود.

نستطيع أن نحس بأن المشاعر التي كتبت بها حقيقية لدرجة أن الخوف من الجستابو تسلل إلي بطريقة غريبة كنت أقرأ بسرعة في محاولة مني بأن أهرب أنا الأخرى منهم كما يفعل البطل وزوجته.
بالرغم من أن الرواية شدتني منذ البداية وأحسست بها في كل فواصلها ومنعطفات أحداثها لكنني لا أعتقد بأنها من الروايات التي قد سأتذكرها يوما, كل أحداثها اتكأت على مجموعة من الصدف والحظ الجيد التي وجدت بأنها تتناقض مع ظروف الأبطال, الأمر الذي أخرجها من الواقعية –إلى مجرد قصة- شيء ما ينقصها ربما الترجمة أخذت جزءا من روحها.
أعطيها نجمتين ونصف.

مراجعتي للكتاب في قودريدز 

المشاهدات 2٬466
التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books قالوا - Quotes

تاريخ القراءة

21 نوفمبر، 2012

 كتاب تاريخ القراة لـ ألبرتو مانغويل 

دار الساقي

 

“القراءة مثل التنفس إنها وظيفة حياتية أساسية”

يتحدث ألبيرتو مانغويل عن تاريخه مع القراءة وتاريخ القراءة ذاته محاولا وصف العلاقة مع الكتاب من وجهة نظره كقارئ, معلومات الكتاب كثيرة,  لو نقلت كل اقتباس أعجبني من الكتاب لوجدت بأنني أنقل لكم الـ”384″ صفحة كاملة لذلك فكرت لماذا لا أتحدث عن علاقتي أنا مع الكتاب عن تاريخي الخاص مع القراءة؟, لم أكتب يوما عن طقوسي أو علاقتي بالكتاب.

“وبحسب نظرية وتروك فإن القراءة ليست ظاهرة خصوصية في البنية أو المزاج وهي ليست فوضوية أبدا إلا أنها أيضا عملية غير متناغمة كليا ومتراصة يكون فيها معنى واحد هو الصحيح كلا, إن القراءة عملية خلاقة إبداعية تعبر عن محاولة القارئ المنتظمة لإنشاء وتكوين معنى واحد أو أكثر ضمن أحكام اللغة وقواعدها.”

نجد في الكتاب عرضا لتاريخ الطباعة ومراحل تطور شكل الكتاب, ومتى أصبح الكتاب في متناول الجميع بعد أن كان ملكا لطبقة معينة, عن أشهر القارئين, وأشهر الكتاب والكثير من المعلومات التي توصل إليها الكاتب والاقتباسات والكثير من الكتب التي يدلك عليها مانغويل ويحرضك على قراءتها.

” أنا أظن كتب كافكا عام 1904 إلى صديقه أوسكار بولاك ” على المرء ألا يقرأ إلا تلك الكتب التي لا تعظه وتخزه. إذا كان الكتاب الذي نقرأه لا يوقظنا بخبطة على جمجمتنا فلماذا نقرأ الكتاب إذا؟, كي يجعلنا سعداء كما كتبت ؟ يا إلهي , كنا سنصبح سعداء حتى لو لم تكن عندنا كتب, والكتب التي تجعلنا سعداء يمكن عند الحاجة أن نكتبها. إننا نحتاج إلى الكتب التي تنزل علينا كالبلية التي يؤلمنا, كموت من نحب أكثر مما نحب أنفسنا, التي تجعلنا نشعر وكأننا قد طردنا إلى الغابات بعيدا عن الناس, مثل الانتحار. على الكتاب أن يكون كالفأس التي تهشم البحر المتجمد في داخلنا, هذا ما أظنه”.

أتنفس الكتب بشكل يومي أسافر وأحلق على بساط الورق بنهم لا ينقطع, وتعبير السفر مع الكتاب رغم أنه يستخدم بشكل كبير ولكنها مشاعر حقيقية يصفها القارئ, كنت ألتهمه ببطء أخاف أن أنتهي منه وتنتهي المتعة التي انتظرتها كثيرا, القراءة أكثر الممارسات التي تحدث توازنا داخليا لي, وتكشف لي جوانب خفية وتعلمني وتحتويني وتقلب معي حيرتي, العمل الوحيد الذي أقوم به بحب كبير لا ينضب.
كل من أحب القراءة مرّ بذات المشاعر وربما عبر عنا مانغويل في كتابه, في كل ما أقتبسه نجد أننا نبتسم ونقول ” نعم هذا صحيح أنا أفهمك”, بدأ لدي الشغف بالكتاب, قبل تعلمي للقراءة في “الروضة” كنت أقضي وقتا كبيرا أقلب القصص المصورة وأحاول أن أستخرج الحروف التي تعلمتها, كنت أقرأ بطريقتي الخاصة فقصتي كانت في أي كتاب كالتالي :   س م ب  ع ن خ ت, وهي بالترتيب أول حرف من اسم والدتي  وحرف الميم الأول من اسم والدي  وحرفي وحرف شقيقي وحرف الباء حرف شقيقتي “النون والخاء والتاء” أول حروف أسماء أصدقاء الروضة, كنت أنسج الكثير من القصص لخيالي وأحكيها لخالد “صديقي في الروضة” الذي تساءلت خلال كتابتي لهذه القصة هل يتذكرني الآن؟ وهل يتذكر قصصي المختلقة التي لا تتكرر كل مرة أمسك بالكتاب لأحكي لهم.
لا أتذكر أن الحروف كانت تعني لي شيئا بجانب الصور كانت مجرد أشكال, وهي بدايات لأسماء العالم, واعتقدت وقتها بأنهم وضعوها ليتعرف كل الأطفال على أول الحروف بـ أسماء والديهم وأشقاءهم.

وبعد عام واحد بعد أن تعلمت حروف الهجاء كاملة في المرحلة التمهيدية قبل المدرسة أصبح النص بالنسبة لي سحرا ولغزا يستفز عيني على فك شفراتها, بدأت أنبذ كل القصص ذات الصور الكثيرة والنصوص القليلة, توقفت عن شراء قصص الأطفال واستبدلتها بـ “أطلس التاريخ” وبعض من كتب والدتي التي غالبا عن تخصصها التاريخ, لأكون صريحة لم أكن أفهم شيئا من المكتوب  لم تكن تعنيني الدولة العباسية , أو الأموية , أو أي شيء آخر كنت سعيدة فقط بنطقها أ م و ي ة , ا ل ق ا د س ي ة , وهكذا سعيدة بالحروف بتعلمي لنطقها متصلة وأفضل جزء حينما أنسخ الاسم وأفككه لحروف منفصلة, كانت متعة كبيرة لي أقضي معظم الوقت سعيدة بها.

“كان تحمسي مفرطا إلى درجة أنني كنت أظن سأصبح إنسانة غير سعيدة إن لم أعثر دوما على كتاب جديد أقرأه”

بعد أن “فكيت الحرف” مرت علي مرحلة الابتدائي كاملة وأنا متعطشة بشكل كبير للقراءة لكن لم أجد أبدا كتاب مناسب لخيالي أستطيع قراءته بسعادة, وكنت مبتدئة باللغة الإنجليزية ففضلت أن تكون هذه المرحلة لقراءة الكلمات الانجليزية اشتريت قصص أطفال باللغة الإنجليزية وأعدت مرحلة الحروف وتركيب الكلمات وكنت أسعد بذلك.
بدأت المرحلة المتوسطة بكتب لأغاثا كريستي قرأت أكثر من 16 كتاب في المرحلة الأولى وكان هذا العدد كبير جدا على طالبة مجتهدة تقضي نصف يومها تذاكر دروسها وتكمل تعليم اللغة الإنجليزية  “بشكل ذاتي”  كنت أحب تعليم نفسي وفك رموز الحروف الجديدة, وانتقلت بعدها لقراءة ماجدولين المنفلوطي وغادة السمّان و مسرحيات شكسبير كان تدرجي في القراءة غريب أقفز من نقطة لأخرى بنهم لا يعرف كيف ينتظم.


طقوسي:
من طقوسي قبل بداية كل كتاب  أقسم عدد صفحاته على الأيام التي أخصصها له ونقاط التوقف التي أحددها تكون قانون مقدس بالنسبة لي إذا فشلت يوم واحد في الوصول إليه أشعر بأن مزاجي يرتبك!! ولا أستطيع أن أكمل القراءة بشكل منتظم وقد أترك الكتاب لغيره حتى أتصالح مع نفسي وهذا نوع من العقاب الذاتي لأنني لم أنتظم بالخطة , وأحب جدا الرقم 20 أو 30 أو 50 في توزيع الصفحات على الأيام , نادرا ما أقرأ 33 صفحة أو 53  , أحب أن أقف على أحد مضاعفات هذه الأرقام قبل أن أنام.

“غير أن القراءة في الفراش تعتبر أكثر من مجرد تمضية للوقت, إنها تمثل نوعا من الوحدة. فالمرء يتراجع مركزا على ذاته, ويترك الجسد يرتاح, ويجعل من نفسه بعيدا لا يمكن الوصول إليه مخفيا عن العالم”

الأماكن :
ترتبط كثيرا في ذاكرتي الأماكن التي قرأت بها الكتاب حينما أتذكر أحد سطوره أتذكر المكان ليس لدي مكان محدد فكتابي في حقيبتي دائما, أقرأ في انتظار المستشفى, في انتظار صالون التجميل, في الكافي, أختار كل فترة أو مرحلة من عمري كافي معين للقراءة فيه , كنت أفضل ستاربكس (آيسلاند) , بعدها  كوستا كوفي (في جرير مول) , بعدها أدمنت على القراءة في تيانا الكورنيش, وحاليا كليلة في الروضة * , وهناك أماكن أخرى قرأت بها خلال استراحتي في المولات أثناء التسوق أسترق صفحات من نصاب اليوم مع فنجان القهوة, ولا شيء أجمل من يوم أمارس به شيئان أحبهما “التسوق والقراءة”, وفي آخر اليوم يجب أن أبقي بعض الصفحات للقراءة في السرير خصوصا في أيام الشتاء بكوب النعناع بيدي والكتاب يرتاح أمامي كل قارئ يمر على سطوري هذه سيفهم معنى أن تختم يومك بما تحب.

علاقتي بالكتاب :
يصيبني حب التملك مع الكتب أي كتاب أقرأه فهو يحوي تاريخي ملاحظاتي اقتباسات مفضلة لحظاتي الخاصة, يحوي داخلة رحلتي سفري المفضل, لا أعير الكتب إلا في حالات نادرة مع توصيات كثيرة ولا أسمح لأحد أن يكتب على كتبي أو يحدد شيء –رغم أني أكتب وأحدد كثيرا- أشعر بأن من يفعل ذلك فقد أربك رحلتي وتاريخي, أي شخص يطلب مني استعارة كتاب أهدي له نسخة أخرى, حالات خاصة جدا وأشخاص معينين من سمحت لهم باستعارة كتبي من ضمنهم أختي التي دائما ما تهين كتبي بمعاملتها بطريقة لاترضيني , وتغضب إن أنا وجهت لها أي ملاحظه وقد تعيد لي الكتاب قائلة :”أخر مرة أخد منك شيء” , وهي بالمناسبة هذه الأيام تقرأ كتاب لي وأحاول قدر المستطاع أن لا أنبهها كل دقيقة على أنها “رمت” كتابي على الأرض وبقيّ هناك ليلة كاملة أنا فعلا أحاول أن لا أصبح إنسانة صعبة جدا لمن يستعير مني كتابا ولكنها عادة لم أستطع أن أكف عنها.

كتابي المفضل  ..
من أكثر الأسئلة التي تستفز قارئة مثلي سؤال :” أفضل كتاب بالنسبة لك” أرد عليه بـأن أقول :” هي كومة كتب وليست كتابا واحدا”, حقيقة أجد صعوبة في تحديد كتاب مفضل, كثيرة هي الكتب التي أبكتني كثيرة التي أوصلتني لبر الأمان و احتوت أسئلتي, كثيرة هي التي أدخلتني عالما مجنونا أو فجرت جنونا كامنا فيّ, كثيرة تلك السطور التي توقف عقلي عندها كثيرا, والتي صححت لي مفاهيم , وفتحت لي الطريق للوصول لقناعات, كثيرة التي ساعدتني لأزور العالم وأتعرف على الشوارع والأماكن والخصائص, والمجتمعات.

تاريخ القراءة من الكتب التي سأعود لقراءته مرة أخرى, شكرا صديقتي مها الجبر التي أهدتني هذه النسخة وقد كنت قبلها أبحث عنه وأطلبه من المواقع المخصصة لبيع الكتب ودائما حظي يقف معاندا لي وتنفذ النسخ قبل وصولي إليها, كتاب ممتع جدا ورائع.

*سكان جدة يعرفون الأماكن طبعا
* العبارات الغامقة بين القوسين”” من الكتاب

المشاهدات 2٬887
التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books

هوس العبقرية

17 نوفمبر، 2012

"صورة ماري كوري مع ابنتيها ايرين وأيف"

 كتاب : هوس العبقرية : الحياة السرية لماري كوري
لـ   باربارا جولدسميث  

“كتاب هوس العبقرية هو كتاب الشهر في صالون الجمعة وهذا أول كتاب أقرأه مع القروب”.
لم أكن أتوقع أن أنسجم مع الكتاب, معرفة تفاصيل حياة شخصية عبقرية معروفة, أمر ملهم حقاً, كل الصعوبات والمراحل التي قطعتها لتكون “العالمة” ماري كوري, قبل زواجها, تعليمها, أعمالها المتنوعة في سبيل توفير المادة التي تساعدها للتعلم, الشغف الذي عاشت تغذيه كله ملهم ولا أستطيع إلا احترامه.
برغم أنني بعيدة عن المجال العلمي, لكن الإلهام هام لتغذية الأحلام مهما كانت, قراءتي لهذا الكتاب جاءت في وقتها المناسب,  كنت قد فقدت الأمل في أحلامي أو حتى إمكانية الوصول, لكن بعد الانتهاء من الكتاب واجهت نفسي بكل العوائق وعرفت بأنها لم تكن شيئا بجانب ما عانته أو مرت به ماري كوري, لكنها انتصرت وحولت كل فشل وعثرة لوقود يدفعها للأمام.
ماري كوري لم تواجه فقط سوء الحالة المادية, كانت تواجه مجتمع وفكر ذكوري وندرة الفرص, وتواجه البرد أيضا تفاصيل حياتها قبل الزواج وغرفتها الباردة أثرت بي كثيرا, أعتقد بأنها تستمد الدفء من العلم ومن حلم الوصول, لحظة , هل كان هناك وصول في رأيي ماري؟؟ , كانت محاربة دائمة تسعى خلف العلم وتطلبه حتى آخر أيامها ليس هناك وصول بل نجاح فقط, يحضّرها لنجاح آخر.
أحببت علاقة ماري بزوجها, تشارك الشغف والحلم عنصر مهم في الحياة الزوجية حتى لو كانت المجالات مختلفة في قصة ماري وجدت زوجا يشبهها في حب العلم, لكن وجود حلم لدى أي شخص يجعل منه أكثر تقبلا واحترام لطموح الآخرين.

تحويل ماري كوري لكل تجربة حياتية لمعادلة علمية أو تجربة أمر لفت نظري مثل تجربة الطبخ والولادة وتربية الأطفال.
سيرة ماري كوري وهذا الكتاب تحديدا الذي يصف حياتها يصلح بأن يكون هدية نفيسة لكل من نحب, والدروس التي نتعلمها من قراءة حياتها أكبر بكثير من دراسة معاني التضحية والسعي والاجتهاد مجردة دون قصة, وأعتقد أن هذا الجيل بحاجة لقدوة أو مثال  يعلمهم الكثير الذي عجزوا أن يتفهموه خصوصا حب العلم والنظر للعلوم بأنها جزء مهم من الحياة, لأن التعليم الآن لا يخرج إلا جيل يبحث عن درجات النجاح وينظر للمواد العلمية بأنها عبئ أكثر من كونها أمورا تتصل بالحياة حتى لو بدت المركبات أمرا خاصا بالدراسة فقط ولكنها بالتأكيد متصلة بحياتنا, وهذه مسؤولية المناهج التي لم تغرس مع ما تفعله من تلقين حب العلم وأهميته لحياتنا, بل تقدم العلم على أنه مواد مملة جدية لا تصلح للحياة العلمية وتعطي انطباع بأن السابقون اكتشفوا كل شيء ولم يعد هناك مجال للمزيد من العلماء.
عائلة كوري تتشرب العبقرية الأم وابنتها يحصلن على جائزة نوبل, ولفت نظري كيف تتخرج ابنة ماري كوري ايرين من الجامعة مع مرتبة الشرف في تخصص “رياضيات وكيمياء وفيزياء”.
دائما أقول بأنني أقدر أبداع المرأة أكثر من الرجل ليس تعصب جنسي,  لأنني أعرف أن المرأة دائما تحفر الصخر في كل خطوة تخطوها, إذا كان الطريق للرجل ميسر أو لأكون منصفة, ليس ميسرا بقدر ما أن الفرص مفتوحة أمامه دائما ليبدأ ليس محروما من البدايات أما المرأة خصوصا في مجتمعنا, البداية بحد ذاتها هي سلسلة من التعقيدات وإذا  انتهت منها  الطريق فيه عقبات كثيرة, لذلك إبداعها ووصولها يؤثر بي أكثر من نجاح الرجل.

شكرا ” صالون الجمعة” لتعريفي على هذا الكتاب خمسة نجوم  ونص.

 

المشاهدات 2٬028
التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books

كل الأسماء – ساراماغو

5 نوفمبر، 2012

كل الأسماء – جوزيه ساراماغو

ترجمة : صالح علماني – دار المدى

برغم من أنها رواية كل الأسماء إلا أنها خالية إلا من اسم البطل دون جوزيه الذي كانت رحلته خلال الرواية هي البحث عن امرأة مجهولة, أو البحث عن ذاته التي شاخت دون أن تجد شيئا تبذل من أجله وقتها.
يصف دون جوزيه الموظف الحكومي في إدارة السجل المدني الذي يعمل كاتبا يسجل بيانات الأحياء والموتى, حياته الرتيبة التي تسير على نمط واحد كأي موظف عادي كما يقول, يبحث عن شيء يفهم به ذاته ويطعّم وقته بشيء يعيش ليكمله.
دون جوزيه لديه هواية ربما تكون أصغر من عمره الذي خط الشيب طريقه إلى قمته, فهو مغرم بجمع المعلومات عن المشاهير, لتتحول هذه الهواية إلى سبب ليجد ذاته ويقدرها بعد أن عثر على بطاقة لامرأة مجهولة دست نفسها بالخطأ بين بطاقاته التي استعارها من مقر عمله ليسجل المعلومات التي يحتاجها عن المشاهير, ليبدأ رحلة للبحث أعادت إليه الحياة وروح المغامرة التي قتلتها رتابة حياته.
روح الرواية رائعة قدرته على الوصف ومناقشة فلسفة الأسماء والأرقام و الحياة والموت والخط الفاصل بينهما, والملل و الرغبات المجنونة الغريبة, بغرابة الشخصية التي تتحدث لسقف الغرفة وتكتب “جرائمها البريئة” في دفتر.
الفصل الذي تحدث فيه عن الراعي والمقبرة كان الأفضل, هل وجد المرأة المجهولة التي دفعته ليكون مجرما في نظر القانون؟ رغم أنه لم يؤذ أحدا.
الحوارات وطريقتها وتداخل المتحدثين في الرواية كتبت بعبقرية لم أشعر بأنني تهت في أي قسم منها, أول تجربة لي لقراءة سارماغو لكن عبقريته حتما ستقودني للمزيد.
المترجم الرائع صالح علماني, شكرا لجمال روحك التي تنقل لنا الجمال بحذافيره.

المشاهدات 1٬975
التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books

حتى الملائكة تسأل

28 سبتمبر، 2012

كتاب حتى الملائكة تسأل – د.جفري لانغ

 

جفري لانج حفزني للتفكير  في علاقتي بديني وفي طريقة أدائي للفروض, حينما أقرأ لشخص يتحدث عن علاقته بالقران والتأثير الذي شعر به بعد إسلامه كيف تغيرت حياته وكيف يفسر الصلاة ولقاءه بربه 5 مرات باليوم, الأمر يدعوا للتأمل, نحن المسلمون منذ الولادة, هل فكرنا بالدين و درسناه بهذه الطريقة العميقة؟؟؟
كنت في مراحل متقدمة من عمري أبحث عن إجابات لبعض التساؤلات عن الإسلام والديانات والله, لكن كنت أجهل المصادر التي من خلالها أستطيع أن أوسع مداركي, لم أشك يوما بأن الإسلام هو الدين الذي أنتمي إليه, ولم أشك أبدا بوحدانية الله, فقد كنت أريد أن أستشعر المعاني الداخلية لديني بطريقة بعيدة عن التقليدية, أتذكر أنني سألت أحدى مدرساتي عدة أسئلة من الدروس التي لم أقتنع بها, – كأي مراهقة- لا تعي المعنى الحقيقي للكثير من الأحكام التي لازال عقلي الصغير-في ذلك الوقت- لا يستوعبها, وكنت عنيدة في مسألة الاقتناع لا أقدم على شيء دون أن يمر داخل جمجمتي الصغيرة ويخرج برضاي, أتذكر أنها قالت لي بالحرف الواحد:”هذا هو الدين بدون أسئلة ما أنت إلا أمة الله وعليك تنفيذ تعليماته دون سؤال”, وحينما قلت لها أن الأحكام تختلف شدتها من مذهب لأخر ردت علي:” المذهب الوحيد الصحيح هو ماتدرسينه هنا في المدرسة غيره ” كلام فاضي”” حقيقة استوقفتني كلماتها وثقتها التي تتحدث بها وكأن من كتب واجتهد في هذا المذهب هو الوحيد القادر على تفسير كلام الله حرفيا, نسيت تلك المرحلة وتجاوزتها لكنني لم أنسى كيف كان تأثير جوابها علي وعلى نظرتي للدين, اعتقدت وقتها بأنه فقط إتباع أعمى ليس له علاقة بالروح والعقل.
الآن مع عنوان الكتاب قبل الدخول في تفاصيله, قلت صحيح كيف يخافون السؤال والملائكة سألت الله ؟, الأمر جدا معقد لترتيب تفكيري عن الكتاب لذلك سأتحدث بنقاط ربما لا تكون مترابطة لكنها جزئيات من الكتاب أردت أن أكتب عنها وأذكرها.

Continue Reading