المشاهدات 3٬297
التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books

شارع الأميرات

30 ديسمبر، 2013

image (3)

شارع الأميرات – فصول من سيرة ذاتية
جبرا إبراهيم جبرا
هذا الكتاب هو الجزء الثاني من سيرة جبرا إبراهيم جبرا، عن دراسته، وعن حياته العملية في بغداد، وزواجه من لميعة.
الحياة الثقافية مثيرة في تلك الفترة، بكل مافيها من حماس الشباب، ومن الأشكال الأدبية، والأطياف الفكرية، التي يتنقلون فيما بينها، من التقى، من صاحب، مع من تناول العشاء، أشعر بأن حوارات القهوة أيضا يمكن أن تكون أمرا مثيرا لو أضافها للكتاب.
الأمر الذي وددت لو قرأت عنه المزيد، هو معاصرة إبراهيم جبرا لـ أغاثا كريستي- كاتبتي المفضلة في مرحلة المراهقة-، و د علي الوردي.
علاقته بـ لميعة جميلة طريقة زواجهم وحياتهم استوقفني قوله:
” شيء واحد رفضت لميعة أن تتعلمه، وهو كيف تغلي القهوة. كنت أنا دائماً من يحضّر القهوة، لي ولها، وأخذتْ عليّ عهداً قاطعاً بأن أظلّ، مادمنا على قيد الحياة، أغلي قهوتها وقهوتي كل يوم… وبقيت على عهدي طوال أربعين سنة كاملة، حتى النهاية”.

كل الشخصيات التي مرت في الكتاب، التقيت بها أو بمن يشبهها في روايات جبرا, رحلاته في السفينة كانت مدادا لرواية “السفينة”، حياته في البنسيون ترجمها في روايته “صيادون في شارع ضيق”، علاقته بلميعة وحبهم كانت جلية في شخصيات النساء في رواياته، والكثير من الأفكار التي أقرأها وأشعر بأنني مررت عليها سابقا لأتذكر رواية من رواياته.
اللغة جميلة في كل أوصافه الأنيقة، حتى المشاهد العادية يكتبها برقة لا اعرف كيف أصفها لكم، المفردات العربية التي يستخدمها، لا أجدها في الكتب المترجمة أفتقد هذا الدرس الغير مباشر في اللغة العربية والكتابة بها..

المشاهدات 2٬223
التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books

حَوجن

26 ديسمبر، 2013

image (2)

أنهيت رواية ” حوجن” –بفتح الحاء- ، لا أنكر الفضول الذي تلبسني –نعم تلبسني بما أن الرواية عن الجن- لقراءتها, لكن جدولي المزدحم بالأعمال التي أتوق لقراءتها أخرها حتى الآن, وكان سبب تقديمي لها على حساب الكتب الأخرى لأن زميلات  العمل نسقن للقاء مع الكاتب إبراهيم عباس،– للأسف لم أحضره بسبب اجتماع مع فريق العمل في وقت اللقاء- ففكرت بقراءتها لمناقشته على بينة وليس مجرد أخذ الانتقادات التي سمعتها.
في البداية اعتقدت بأن الرواية موجهة للفئة العمرية من 13 إلى 17, وكنت أرى أنها مناسبة لخيالهم بدون تجاوزات بالقصة لا تناسب أعمارهم بل كلها قائمة على الخيال الذي هو حي في فيهم أكثر من البالغين الذين يغرقون في الواقعية وينسون الحلم والخيال الذي غالبا ما يكون مفتاح للواقع،  لكن بعد ذلك لم أجد أي إشارة للفئة العمرية لذلك افترض أنها  رواية للكبار.

فكرة  العمل بإسقاطاته على واقعنا وأفكارنا عن الجن كانت ممتازة،  لكن ما أفسد كل هذا الحوارات، أولا من حيث مستواها  لا تتناسب مع أعمار أبطال القصة، وكأنها بين طالبات متوسطة وليست طالبات في كلية، أو جامعة، وأيضا كونها بالعامية كلها – في نظري –ليست مبررة ربما لو استعان ببعض المفردات الدارجة العامية في الحوارات وليس النص كاملا لكان عملا أدبيا جميلا.
هناك تفاصيل صغيرة متناقضة أحيانا أفسدت أيضا اندماجي مع القصة، لو أهتم بهذه التفاصيل كان سيجعل منه عمل عبقري وربما يحول لفيلم بكل سهولة ويكون أيضا فيلم عبقري، لكن للأسف لم تكن بالمستوى الذي تخيلت.
مثال للأحداث المتناقضة لم يقدم تبريرات مناسبة لبعض النقاط مثل كون الجني لا يستطيع الخروج والباب مقفل رغم انه في نقاط أخرى كان الجني يحرك يده خلال الإنسان كيف يخترق الإنسان ولا يخترق الجدر؟ , بالإضافة إلا أنه –سواء كانت حقيقة أو نسج خيال الإنسان- من المتعارف عليه أن الجن يمرون خلال الأشياء كان من الأحرى به أن يقدم تفسيرا لسبب كون الجن لا يستطيع اختراق الباب أو الجدار ويكون هذا التفسير مساعدا في سير الأحداث، وسأقدم مثال توضيحي  بعمل آخر لكاتب مختلف، اطلعت على قصة البطل فيها مصاص دماء ومن المتعارف أنه لا يستطيع أحد الوقوف في وجه مصاص الدماء أو منعه من امتصاص دمه فما كان من كاتب القصة إلا أن أضاف في سياق الأحداث شيء أطلق عليه “عشبة الفيرفين” التي تحرق مصاص الدماء وقدمها في سياق القصة بل وأصبحت من العناصر التي تساهم في تحويل الأحداث وتغييرها مثل هذه التفسيرات تساهم في ربط القارئ بالقصة أكثر.
بعض الأجزاء تقفز فيها الأحداث بطريقة غير منطقية بالنسبة لي, وتتطور بدون مقدمات, مثلا حب حوجن لسوسن, أو طريقة تقبلها للحديث مع جني!!,، ستكون أقرب للواقعية لو كان هناك أحداث بين تقبلها للحديث معه وبين محاولاته، أن يكون هناك محاولات من قبل الجني قبل أن  تقبل البطلة في الحديث معاه ولاتشعر بغرابة الموقف أو “الخوف” الذي كان غيابه بهذا الشكل غير مقبول بالنسبة لي، ولأحدث هذا التطور البطيء سببا للحب يمكننا تقبله بشكل أكثر بدون حتى شك بأنه أفضى لهذا الحب.

أروع ما في الرواية إمكانية إسقاطها على الواقع تقبل الآخر العنصرية الأفكار النمطية التي تنسينا الحكم على الشخص بعيدا عن خلفياتنا الثقافية,  إسقاط بعض المظاهر الدينية, لذلك أكرر كلامي لو كانت موجهة للفئة العمرية من 13 إلى 17 لكانت جدا مناسبة، بكل الأسلوب.

لأول مرة أقرأ كتاب دون الخروج باقتباسات تعيش معي وتستفزني لقراءة أجزاء من الرواية أعتقد لأن اللغة كانت بسيطة وحذرة في أكثر الأجزاء.
كان من الممكن الخروج بعمل أكثر قوة خط القصة جميلة لو أضاف أجزاء لتتحدث بقية الشخصيات عن نفسها لنتمكن من فهم دوافعها وأفكارها مثل الجزء المخصص لسوسن لكانت حقيقة  أروع بمراحل، وربما لأضافت الكثير.
طوال فترة قراءتي للرواية وفي عقلي مقارنة بين “حوجن” و جنية غازي القصيبي,  كنت مندمجة تماما مع الجنية كانت عمل قوي جدا ومتميز ولم يترك القصيبي لنا فراغا لنخرج من الاندماج الكامل كل التفاصيل الصغيرة في علاقة الجنية بالإنسي كانت مغطاة بطريقة عبقرية لم نشعر بتناقض حتى ولو كانت مجرد قصة خيالية, حوجن تشبه للجنية بطريقة أكثر “حداثة “, لكن باختلاف اللغة مستوى الحوارات أقصد, وتصاعد الأحداث, طريقة تطور علاقة الجنية بحبيبها لماذا أحبته .. وهكذا أعرف أنه من الخطأ مقارنة عملين وكاتبين لكن ماقصدته هو من ناحية بناء القصة والتفاصيل الصغيرة وليس الأسلوب لكل كاتب طريقته طبعا.

غالبا ما أتقبل الأعمال المجنونة والغريبة والشخصيات الغريبة, لكن  خلف القصة غالبا يكون عمل قوي يغطي كل النقاط التي قد تطرأ في خلفية تفكيرك أثناء التقدم مع الأحداث لذلك تجبرك على الاندماج وكأنها قصة واقعية تحدث أمامك, ما هي أسباب افتقاد رواية حوجن لهذه القوة لا أعلم,  قرأت بأن للكاتب 3 مؤلفات قبل حوجن وإلا لاعتقدت بأنها البداية، هل الكاتب أستعجل بتقديم عمله للنور؟ كلها احتمالات  واردة, لكن لم اندم على اليوم الذي قضيته مع حوجن, فهمت القصة التي يتحدث عنه الجميع تقريبا, وأطلعت على الادعاءات بأنها تعلم السحر وما إلى ذلك وفهمت بأن العمل أبعد من أن يكون عن هذا, وبالتوفيق للكاتب في رواياته المقبلة.  

 صفحتي في القودريدز

المشاهدات 1٬748
التدوينات العربية سينما - Movies

The Croods رحلة البحث عن الحياة

24 أكتوبر، 2013

stardima.com_13758013041

-The rules don’t work out here

-They kept us alive!!!

-That wasn’t living!, that was just not dying…! There’s a difference.

The Coroods

فكرة عبقرية .. طريقة التعبير فيها شيء مدهش,  ربما يكون “كارتون” لكنه واقعي جدا تشعر بكل مشهد منه يمسك بشكل أو بآخر, تأجيلنا للتعبير عن مشاعرنا, الخوف من العالم الخارجي , الخوف من كلمة ” جديد ” عدم مراعاة متغيرات الزمان لاتقدم لنا سوى انهيار عالمنا الحالي فوق رؤوسنا بينما نحن نحاول إحياء تراث ميت لا يصلح للحياة اليوم, العيش في الظلام رغم شروق شمس يصلنا ضياءها ولو من بعيد, الفرق بين أن أكون حيا وبين كوني لم أمت بعد, القواعد القوانين خلقت لتساعدنا على الحياة إذا أصبحت عائق بيننا وبين الحياة هي بالتأكيد تحتاج لإعادة نظر, لا نتكلم هنا عن طرد كل شيء- قانون- قديم ونبذ التراث, لكن الفيلم يحاول أن يوصل بأن الأجيال مختلفة, متطلبات الزمان مختلفة إذا لم نجد طريقة للتأقلم والتكيف مع التغيير سيصلنا ويفرض نفسه علينا وربما يقضي علينا لأنه شيء من فطرة الحياة.
الفيلم استطاع أن يوصل فكرة المزج بين العقول الجديدة والقوة الكامنة في خبرة العقول القديمة التي ربما نسيت كيف تفكر في ظل تكرار ذات القوانين والأفكار والاعتياد عليها هي الطريقة الوحيدة للحياة الحقيقية البعيدة عن الموت المبكر المتمثل بتجمد حياة عقولنا قبل أن نموت بشكل حقيقي, منع الصغار من اختيار حياتهم ربما يقتل فيهم بذرة الإبداع ولا يستطيعون مجابهة الحياة لأنها ستباغتهم حقا في أوقات سباتهم.

 الكثير من الأفكار تفجرت خلال الساعة والنصف مثير للتأمل والتفكير, ربما من يقرأ هذه التدوينة قبل مشاهدة الفيلم لن يفهم شيئا لكنني أنصحكم بمشاهدة الفيلم في سهرة عائلية توصل لكل جيل بأنه بحاجة للآخر  بطريقة ذكية ومدهشة ومسلية, ربما بعدها يمكنكم فهم التدوينة جيدا, أعترف بأنني كتبتها تحت تأثير الفيلم ربما لو انتظرت ليوم آخر سأنسى كل الأفكار, تأثرت كثيرا بمشهد تضحية الآب كان فعلا رسالة جميلة قوية جدا.

المشاهدات 1٬614
Media التدوينات العربية رقص

شمركافسكي ورحلة لعالم المشاعر

10 أكتوبر، 2013

الإلهام في نظر شمركافسكي هي امرأة جميلة, كلما أمسك بالكمان ليتوحد مع موسيقاه يشعر بها تقوده ليرقص في ساحة كبيرة هي مساحات الخيال داخله, يرقص على أنغام أفكاره  ويذوب داخل قوالب الموسيقى في كل حركة وسكون إلهامه,سيدته,جميلته, هنا لتلتقطه قبل أن يسقط وتشاركه الجنون.
هذه المرة شمركافسكي قدم لنا رحلة الإلهام نفسها, هذا الروتين تصوير لعالم المشاعر الداخلي, عازف يبحث بداخله عن بذرة جنون جميلة ليحولها إلى أنغام, يرتبك حتى يعرف الطريق لداخله فيبدع نغما بعد نغم وحركة بعد حركة في أعمق نقطة في إحساسه, في بداية الرقصة نشاهد كيف أن شمركافسكي تقوده حركات إلزابيث التي هي إلهامه في هذا الروتين ثم يبدء مجاراتها في الرقص حتى يعود لكرسيه والكمان بيده وكأنه للتو استيقض من حلم جميل ومربك.
المقطع من الموسم السابع عشر من “الرقص مع النجوم Dancing with the Stars “, فالنتين شمركافسكي مع إليزابيث يرقصان “أرجانتين تانغو”, -برأيي الشخصي- هذا الروتين واحد من أجمل تصاميم فالنتين, التانغو بالنسبة لي من أجمل الرقصات وأرقاها, كمية المشاعر التي تظهر على وجه الراقصين أثناء تأديته تجبرك على الاندماج مع كل نوتة موسيقية وخطوة راقصة.
فالنتين يعرف معنى الكمال يبدأ من اختياره للأغنية حتى تصميم قصة الرقصة وحركاتها والغوص داخل تفاصيلها لتظهر على وجهه أثناء الأداء, دائما أسأل نفسي كيف يستطيع فور انتهاء الموسيقى أن يعود لطبيعته بهذه السرعة؟ كيف يخرج من الشخصية التي مثلها بكل هذا الاحتراف المذهل.
أتمنى أن يفوز فالنتين شمركافسكي باللقب هذا العام لكني لا أتوقع لأن شريكته إليزابيث لم أشعر بأن لها تأثير على الجمهور مثل شريكات فالنتين سابقا خصوصا زانديه التي وصلت في الموسم السابق للنهائي وحصلوا على المركز الثاني, إليزابيث راقصة رائعة لكنها حتى الآن لم تعرف كيف تستخدم هذه الروعة في التأثير على المشاهد, رغم أنها بدأت الدخول في أجواء المنافسة في الأرجنتين تانغو الذي أبدعت فيه كملهمة لشريكها, هل ستكون هذه بداية انطلاقها نحو اللقب؟.

المشاهدات 2٬150
Random thoughts

عندما يسوق الإعلان التجاري للعنصرية

1 أكتوبر، 2013

helme

يظهر أحمد حلمي وسيارته متعطلة أمام سيارة سيدة في إعلان تجاري , تطلب منه السيدة -التي يظهر من ملابسها شبه الرسمية بأنها أربعينية- أن يزيح سيارته ويرد عليها بأن تأتي لتدفع  سيارته معه كما يطلبه من أي مار بالشارع, يتقدم الإعلان ليصل إلى نقطة  يبدأ فيها حلمي بالتهام الشيبس يتخيلها فتاة رشيقة صغيرة ويمد لها الشيبس لتشاركه  سعادته, لتعود السيدة الأولى بالظهور ويعدل عن مشاركتها الأكل باستهجان لشكلها.
الإعلان ارتكب خطأين الأول خاص بالتسويق لا أعتقد من مصلحة المنتج أن يشير للهيئة أو الوزن ولكن هذه ليست مسؤولية المتلقي, والخطأ الفادح هنا هو بثه لرسالة عنصرية سخيفة ضد النساء اللاتي لا يتماشين مع المقاييس الحالية للجمال, ولا يشبهن العارضات أو لأنهن لا يرتدين التنانير الضيقة أو يتصرفن بغنج مشابه لمقاييس الأنوثة التي أصبحت أمر مسلم به في نظر العالم بعد بثها في الأفلام والإعلانات وكل الوسائل الإعلامية, حتى وإن كانت تتجاهل اختلاف العالم وتنوعه وسذاجة حصره بنوع واحد وشكل محدد خصوصا الأنوثة التي تحمل أكثر من مجرد فكرة المهظر الخارجي والهيئة, هذه الطريقة البشعة في توجيه التفكير وتنميط الأفكار تحاول دفع الجميع للتفكير بطريقة واحدة.

الإعلان الناجح يحمل رسالة هادفة أبعد من مجرد شخص مشهور أو ممثل كوميدي, هذا ما يتوقعه المجتمع من الشركات أن تساهم ولو بجزء بسيط ببعث رسائل مصاحبة للتسويق كأقل عمل تقدمه للمجتمع الذي يعيش به  المتلقي الزبون الجمهور الفئة المستهدفة المستهلك أي كان مسمى الفرد داخل الشركة لا أن تكون غير مبالية بهذه الطريقة.
يشير الباحث الدكتور يوسف محمد, إلى أن ” الإعلان التجاري يعكس مضموناً ثقافياً معيناً, وأن هناك علاقة بين النسق القيمي للمجتمع والاستمالات الإعلانية التي تعكس الثقافة السائدة في المجتمع من خلال الإعلان التجاري”*, هذا يجبرنا على التفكير في علاقة الثقافة العربية في السخرية من المرأة وتحديدها كعنصر سلبي؟ , لا أريد أن أكون متباكية ومبالغة في وصف الواقع لكنه يتحدث عن نفسه إذا ما أردنا أن نفكر بالنظرة السائدة للمرأة في الدول العربية وإذا قلنا سائدة يعني أنها غالبة وليست معممة على الجميع, أضف إلى ذلك أن الثقافة العربية تؤثر أيضا بشكل كبير على نظرة الشركات في إعلاناتها للمجتمع لا أعتقد بأنها تكترث برسالة الإعلان لأنها بالحقيقة لا تهتم بردة الفعل الشعبي عليها لأنها تعرف بأن الثقافة الاجتماعية لا تتخذ رد فعل قوي تجاه الرسائل الأخلاقية إلا إذا كانت تحمل إيحاءات تسخر من الدين, حتى وأن غضب المجتمع من أسباب أخرى أخلاقية لا تكاد تذكر وتتخذ شكل هاشتاق تويتري يعيش ليومين ثم يموت.

أما في ما يخص تأثير الإعلان على ثقافة المجتمع إذا ما  وضعنا في عين الاعتبار كونه جزء من الإعلام ومن المواد التي يشاهدها الجميع دون استثناء فأن تعزيز مثل هذه النظرة والاستهتار بأي شخص لا يمثل الفكرة السائدة أي كانت, وتحولها لمادة مضحكة فإن بها تعزيز لفكر سخيف ليس من صالحنا أن ينتشر في مجتمعنا ويجد من يشجعه.
جزء كبير من المستهلكين الآن لا تحركهم إعلانات سخيفة ويعوا بشكل كبير أن الشركات تخلت عن أدوارها الايجابية وأصبح هدفها تسويقي بحت لا يهتم بمدى ملائمة المنتج أو حتى جودته يهتم بالبيع بالتوزيع وبالانتشار حتى لو كان على حساب أحد فئات المجتمع, وللأسف المرأة من أكثر العناصر المستهدفة بالسخرية- التي لا أراها ترتقي لأن تكون كوميديا حتى- في الإعلانات, وبالمناسبة لسنا ضد السخرية أبدا لكن إذا كانت توجه رسائل هادفة بالتساوي للرجل أو المرأة ليس لإضحاك أحدهما على حساب الآخر أو السخرية من شكل وزن أو ربط الشكل بمقاييس واحدة تتجاهل تنوع العالم واختلافه, وهذا الإعلان نموذجا لمثل هذه الرسائل وهناك العديد من الأمثلة منها إعلان سنيكرس “إنت مو أنت” التي تصور أن النسخة السلبية من الرجل هي امرأة إذا عاد لطبيعته سيكون رجل سعيد.

أتمنى من أحمد حلمي أن يفكر بالرسائل التي تحملها الإعلانات قبل أن يشارك بها لأنه عنصر مهم في انتشارها, سواء تلك المباشرة أو الغير مباشرة والاستهتار بمثل هذه الإعلانات خطأ فادح لا يقدم أي فائدة, وهو أمر يساهم في ملئ فراغات الشاشة لا أكثر.

 

ـــــــــــــــــــــــــ
*دراسة “القيم الثقافية التي تعكسها استمالات الإعلان التلفزيوني دراسة مقارنة لعينة من إعلانات القنوات الفضائية” للباحث د / يوسف سلمان سعد محمد.
*سنكرس قدم إعلان جديد استبدل فيه المرأة كعنصر سلبي بشخصية وهمية مثل الجوكر لا أعلم إن كان انتقادات الإعلان هي السبب أن ماذا؟.

المشاهدات 1٬961
التدوينات العربية سينما - Movies

إعادة تعريف الأشياء .. “Liberal Arts”

22 أغسطس، 2013

http://soundtrack.ucoz.com

“هناك وقت يبدأ الشخص منا بالخوف من عد سنوات  عمره… “

أو أعتقد بأنها جملة قريبة لما قالها أستاذ جامعي في حفل تقاعده في فيلم “Liberal Arts“, حينها عرفت فقط أن الذكريات التي مرت عليه أفزعته حقا تلك اللحظة, يحدث أن تفزعني الذكريات , وحجمها لا أصدق بأنني فعلا مررت بكل تلك التجارب!

الأمر ليس له علاقة بالتقدم بالعمر أو الخوف من الوصول لمرحلة ” الكبر”  كل ما في الأمر أنني حقا أشعر بأن الخيارات تقل كلما كبرنا , أتوق لسذاجة الصغار , أحب التفاؤل الذي كنت أشعر به , شعوري بأن العالم مكان جميل كل ما أحتاجه هو الدوران فيه وبأنني العنصر الذي سينير زواياه المظلمة, الآن أصبحت أختبئ خلف كتاب وأرقب العالم من الطرف , وككل الكبار أحيانا أتغاضى عن الزوايا المظلمة وأتجاهل وجودها حتى لا أصبح ملزمة بإعادة الضوء لها كما وعدت العالم في داخلي حينما كنت في 19  من العمر.
وأعتقد بأنه  فيلم مناسب تماما لي في هذه الفترة, يوم ميلادي  بعد 20 يوم تقريبا,  الفيلم ينقل لنا فكرة إعادة مشاهدة الحياة بشكل آخر  بعيون جديدة من خلال زيارة  شخص لجامعته التي تخرج منها يأتي من مدينته الصاخبة ليحتفل مع أفضل أستاذ عرفه بتقاعده ليجد أن المكان يشده إليه, ليبدأ بشكل  فعلي بأخذ التقدم بالعمر بالحسبان حتى أنه يبدأ بعد السنوات وقسمتها والتفكير بحياته سابقا والآن وبالمستقبل.
أحببت أن أسجل الأفكار التي طالما خطرت لي ووجدت بأن هذا الفيلم كررها على لسان أبطاله, أو حتى استفز عقلي للتفكير بها بعد المرور بأفكار كثيرة , حتى لو كانت عشوائية….
– ماذا لو كنا نسير في شوارع المدن التي نحبها ونستمع للموسيقى التي نحب كخلفية لكل أحداثنا هل سيجعل هذا منها أقل حدة ؟ أقل سخافة؟ أقل بشاعة؟ أكثر جمالا؟ هل سيبرز كل الجمال الذي نتغاضى عنه بطبيعتنا التي يفرضها علينا النضج؟ هل سنتخيل بأن كل الوجوه أصبحت مبتسمة لنا حتى ولو كانت إبتسامة غير مرئية؟

LiberalArts
– هذا الفيلم  يصف طريقة القراء في حب كتبهم , أحسست بأنني أشاهد أصدقائي القودريزيين وتخيلت لو أننا قررنا  التخلي عن  التكنولوجيا وأحدهم قرر أن يطلق على مكتبته اسم “قودريدز” , بأننا سنجلس بين رفوف الكتب ونتحدث فقط عن الكتاب الاقتباسات الآراء الأفكار الخيال الجمال عن مانحب , عن ما سبب لنا الصدمة عن الكتب الجيدة عن الكتب السيئة عن تدهور الأذواق عن قائمة الأكثر مبيعا عن الرومانسية , الكتب الكلاسيكية , عن الفلسفة , عن أفكارنا التي كبرت, عن إعادة إحياء الأطفال التي بداخلنا , عن أول دهشة في أول اقتباس ننقله, عن الكتب التي نود لو أن العالم كله يصمت ليستمع إلينا نقرأها  , عن أعيننا التي تختبئ خلف السطور تهرب من الواقع لتعيشه في الكلمات, عن تجارب مستعارة من شخصيات الروايات, عن حيوات تمنينا لو أننا نعيشها, وعن أنفسنا.
– هناك كتب تعيد تعريف الحياة في دواخلنا , هل تعتقدون بأن هناك كتاب يقتل إنسانا؟
– الجمال موجود ويعرف كلا منا بأنه موجود, لكن سنتذوقه لو شاركنا شخص آخر استشعاره.
– كان غروري وكبريائي وسذاجة الصغار يمنعاني دائما من الاعتراف بأن الحياة بوجود شريك أقل رعبا.
– مثلما نحتاج الكتب الرائعة الفوق مدهشة, نحتاج للكتاب السخيف وللكتاب العادي نحتاجها جميعا لنتذوق كل درجات الجمال.
– أود أن أسير في الشارع أقرأ كتابي المفضل دون أن أكترث بالنظرات , بأن أستلقي بكل بساطة على العشب الأخضر أو حتى على الرمال وأقرأ , أن أكتب رسائل بخط يدي وأرسل بها لأي شخص أصف بها مشاعري بشكل مطول, أن أتحدث بكل بساطة كيف تغيرت نظرتي للأشياء, أريد أن أنتظر الأشياء الجميلة أن تأتي إلي بكل بساطة, أريد حقا  تلك البساطة التي كنت أعامل بها العالم في زمن ما قبل أن أتفاجأ بأن الحياة تحدث كما تريد ليس كما نخطط له قبل أن تصغر العدسة التي أرى بها العالم وقبل أن تقل الأشياء التي أشعر تجاهها بالدهشة الحقيقية.
-على غير عادة الأفلام الأمريكية مؤخرا, في “Liberal Arts” سمعنا هنا صوت العقل والمنطق وليس صوت الحاجات والجسد, كانت علاقة الرجل بالفتاة علاقة فكرية جميلة تبادل للمشاعر تجاه الأشياء الكتب الحياة الموسيقى بشكل راقي جدا.

– فيلم Liberal Arts قاتل  , من نوع جميل , لكنه من ذلك النوع من الأفلام الذي يصبح أكثر لذة إذا ما شاركك شخص ما مشاهدته, أن تشاهده وحيدا يعني أنك تتخلى عن نصف جماله وحتما ستشاهد الجزء المتشائم منه فقط.

المشاهدات 1٬514
التدوينات العربية سينما - Movies

5 Broken Cameras

20 أغسطس، 2013

5_Broken_Cameras_Movie_Poster_Large
النضال الفلسطيني .. رمزا للأمل رغم كل المرارة التي تحيط به, 5 Broken Cameras , تصور بكل خدوش عدساتها  قصة الأمل, كفاح الفلسطيني ارتباطه بأرضة احتضانه لشجرة الزيتون شجاعة أطفاله غير المسبوقة, سنوات تمر وسيظل قلب الفلسطيني من طفولته لشبابه لكهولته متعلقا بغصن الزيتون ومرتبط بأرضه.فيلم وثائقي يحكي رحلة مزارع فلسطيني من قرية بالعين في الضفة الغربية, يحتمي خلف كاميرته ويوضح كيف تسرق أراضيهم شبر بعد شبر, كيف يسلبوهم حقهم  بطريقة علنية لا يتوقف معها الجيش المحتل عن التغاضي عن غضب الفلسطينيين على سرقة أرضهم.

الفرية الصغيرة التي يتضاءل حجمها جراء الاحتلال عام بعد عام, هي مثال بسيط للمقاومة, كل يوم جمعة المقاومة تتجدد , كل يوم جمعة ترفع أعلام فلسطين وأغصان الزيتون, كل يوم جمعة يسير الفلسطيني ومعه أطفاله باتجاه السور الفاصل للتعبير عن الاحتجاج ومستعد للقيام بذلك حتى آخر يوم من عمره.
5-broken-cameras
مشهد تسلق  الرجل الكبير لسيارة الجيش الإسرائيلي محتجا على اعتقال ابنه والعجوز التي تصرخ على جندي من أجل أبنها أبكتي, لله در الشجاعة التي تتحلون بها , جبناء نحن بجانب هيبة شجاعتكم جبناء نعيش في عالم مريح تأخذنا الأخبار عن ما يحصل في فلسطين أنسى وأخجل بأنني اعترف بنسيان فلسطين أحيانا لا يحق لي الحياة بسعادة دون أن تكون فلسطين جزاء من أحلامي المستقبلية, شعرت بالخجل عندما عرض الفيلم الناشطين من كل العالم يرتمون على الأرض أمام سيارات الجيش يلصقون أنفسهم بالجدار العازل يستلقون تحت العربات التي تحمل البيوت المتحركة للمستوطنين وماذا فعلت أنا ؟  لا شيء  يالله  سامحني على اللا شيء الذي أغوص به.

جبريل الذي فقد طفولته في وقت مبكر وهو طفل الرابعة يراقب طيران القنابل المسيلة للدموع في الهواء يراقب ويشاهد الفيل يتلقى الطلقة بصدره, ويموت مصدر التفاؤل في القرية قبل أن يعيش حلم عودة فلسطين أو حتى هد الجدار العازل..

الفيل رحمه الله ذو القلب الطفولي الذي يتشبث بشجرة الزيتون كما يتشبث الطفل بلعبته الرجل الذي يقف بكل شجاعة أمام أسلحة المحتل غير مبالي بما سيحدث يصرخ طالبا أرضه ورافضا بناء الجدار الذي احتفلت القرية بهده ليفاجؤا ببناء جدار أسمنتي يزحف ليأكل ماتبقى من قريتهم..

الشهيد الفيل, الشخصية التي تتكرر في قرى فلسطين العالم يتسابق للصدارة في كل شيء ويترك لكم الصدارة في الشجاعة والأمل والتمسك بالحياة رغم كل الألم إلا أن ابتسامة التفاؤل لا تفارق  مثل هذه الشخصيات, كل من نسي النضال الفلسطيني يجب أن يشاهد ” 5 Broken Cameras ”  يجب أن يعرف يوميات قرية بسيطة في فلسطين يوميات الأمل يوميات الشجاعة ويوميات الرجال الحقيقيين.

الفيلم مجرد نقل ليوميات مواطن ينقل بالعدسة ما يحدث بأرضه بكل تفاصيله وحقيقته, بدون ترتيب خلال أكثر من ساعة جمع ما رصدته كاميراته الخمس المكسورة, وهو من الأفلام التي رشحت لجائزة أوسكار الأخيرة في تصنيف الأفلام الوثائقية.
من المهم أن يشاهد هذا الفيلم وأن يعاد مرات ومرات ومرات حتى يبقى دائما النضال الفلسطيني حيا في ذاكرتنا.

المشاهدات 1٬922
التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books قالوا - Quotes

المكتبة في الليل – ألبرتو مانغويل

22 يوليو، 2013

2452483

” كيف  نجرؤ، كقرّاء، على الأمل بأن نمسك بين أيدينا دورة العالم والزمن، في حين أن العالم سيتخطى دائماً حافات الصفحةوكل مايمكننا أن نشهده هو اللحظة المحددة بمقطع أو قصيدة ” 

المكتبة في الليل , كتاب آخر مثير للاهتمام للكاتب ألبرتو مانغويل, دائما كقارئة تخطر ببالي أفكار عن التصنيف عن الكتاب نفسه, عن انتظاره لي على رف المكتبة المنسي لأقرأه, عن مشاعره تجاهي هل يشعر بي وهو بين يدي؟.

دائما حينما أختار كتاب أشعر في نفسي بأن بقية الكتب تنظر لي معاتبة على عدم اختيارها لذلك أبقى وقت طويل بين كتابين لأختار “المحظوظ” الذي وقع اختياري عليه.

“تعلّمنا مكتباتنا أن بوسع الكتب مساعدتنا أحياناً على التعبير بكلمات عن أسئلتنا، لكنها لاتمكننا بالضرورة من إستظهار الأجوبة”

 وكما تحدثت في تاريخ القراءة عن تاريخي الخاص بدلا من سرد كل المعلومات التي وردت بالكتاب لأنه بأكمله يستحق القراءة, في هذه الرحلة الأخرى عن الكائن الورقيّ الذي نحب, في تصنيفي للكتب أتبع تصنيفات تقليدية بين كتب فكرية-فلسفية دينية عن الصحافة, أدب وأقسمه من داخل كل قسم إلى كتب عربية و كتب مترجمة كتب انجليزية, وفي الأدب أقسمها “أدب شرق آسيوي, أمريكي , لاتيني , أوروبي “, وهناك رف خاص لكتبي المفضلة حتى لو كانت بموضوعات وتنتمي لتصنيفات عدة هذا الرف المقدس لدي الذي أعود إليه في ساعات المزاج المتقلب, أقرأ الاقتباسات التي علمت عليها بقلمي أثناء القراءة, أقرأ الأجزاء المفضلة لدي أعيد قراءة الكتاب بأكمله وهكذا.

في الكتاب تحدث مانغويل عن تاريخه الشخصي في البحث عن الشكل المناسب للمكتبات عن المكان المناسب لإقامة مكتبته, عن كتبه المنسية في الرفوف العليا, مطعما ذلك بــ معلومات من هنا وهناك, أحببت عناوين الأقسام واختياره لها بعناية الحديث في كل جزء من الكتاب شيق جدا أفضل الأقسام : “المكتبة عامل بقاء, المكتبة ورشة عمل , المكتبة عامل مصادفة” هي أكثر ما شدني في الكتاب..

الكتاب بعد أن انتهيت منه سيذهب لقسم الكتب المفضلة وأيضا دخل في قائمة الكتب التي سأشتري منها نسخا لإهدائها لكل من يحب القراءة من حولي, معلوماته ثرية وأسلوبه شيق تمنيت لو أن الكتاب طالت صفحاته أكثر وأكثر.

كل قارئ هو لا منتمي ، منبثق من الجحيم، ومبحر ضد تيار نهر النسيان “ليث” نحو الذاكرة”

كتاب آخر قراته لمانغويل “تاريخ القراءة”   قودريدز

المشاهدات 2٬170
Random thoughts التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books

حول هوامش معرض الكتاب

23 مارس، 2013

photo_1362586318192-1-0

وتدوينة أخرى تبقى حبيسة المسودات ولا تخرج في وقتها المحدد .شاركتني بها الجميلة  فوز الجميل , واحدة من أجمل العقول التي جمعتني بها   “ديوانية نون”. لكن قررت نشرها على كل حال :

مجموعة من الجمل التي تطلق كل عام في وقت معرض الكتاب استوقفتني هذا العام للتفكير بها , وفي السنوات الأخيرة أصبحت تتداول كثيرا في تويتر , الذي سأركز عليه في هذه التدوينة, لأنه موقع التواصل الاجتماعي الوحيد الذي كنت أتصفحه في فترة المعرض وبعدها.
محاولة فرض توجه معين أو الوصاية على خيارات الناس وانتقادها أمر يتكرر كل عام لكنني لن أركز عليه في هنا, بل سأختار تلك الجمل التي تحاول تقنين الثقافة ووصفها في إطار واحد وهو الإطار الذي يتخذه البعض لأنفهسم, تكررت علي في تويتر جملة مثل
:” شعب لا يقرأ إلا في معرض الكتاب لا يعتبر شعب مثقف”
” الكتاب يقرأ طوال العام لا يقرأ في وقت المعرض”
“دور النشر تسوق للكتب وكأنها منتجات عناية بالبشرة”
والأسوأ السخرية من الكتاب الذين يتحدثون عن كتبهم خلال فترة المعرض ويحاولون الوصول لأكبر قدر ممكن من القراء.

لا أجد أي عيب في تركيز الحديث عن الكتب في فترة المعرض, لأنها مناسبة مهمة وهذا لا يدل على أن القراء فقط يهتمون بالقراءة في أسبوع المعرض ولا يعني أن الثقافة حدودها في هذه الأيام, هي فقط مناسبة جيدة ومحدودة الوقت لذلك الكل يحاول الحديث عن تجربته وعن الكتب التي أعجبته, عن الكتب التي تأثر بها لإيصالها للمستفيد أو الباحث, الذي يقرأ ليختار ما يناسبه من الكتب, وهذا ليس عيبا بل العيب هو إتباع نصائح الغير فيما يخص أسماء الكتب دون تفكير لمدى ملائمتها لاهتماماته أو البحث عنها, وغالبية صديقاتي القارئات اللاواتي لا يجدن وقت كافيا خلال العام لشراء الكتب يعتبرن معرض الكتاب مناسبة مهمة لشراء كتب يقرأنها في العام التالي كاملا أو في نصفه لذلك يتركز حديثهم وقراءتهم حول الكتب في وقت المعرض بينما يقرأن الكتب خلال العام.
تقول  فوز الجميل عن تجربتها في قراءة تعليقات الآخرين على الكتب : “النقد ظاهرة صحية في كلّ حالاته .. فلو زاد الإقبال وزادت معه موجة النقد فنحن المستفيدين بكل تأكيد .. موجة الاتهامات بإدعاء وغيرها سطحية ولم تظهر بسبب إحصاءات دقيقة تؤكدها مثلا .. هي آراء فردية وشخصية لا يمكن تأكيدها بالصحة أو الخطأ”.

2011_sg6_340159729
وفيما يخص دور النشر فالتسويق للكتب ليس عيبا خصوصا إذا أردنا شعبا يقرأ باستمرار في ظل هجرة الكتاب التي يعاني منها مجموعة أو غالبية فئات المجتمع, فالتسويق طريقة ذكية لمحاولة لفت نظر الشباب المراهقين أو ذوي الاهتمامات المحددة لأسماء وعناوين ربما تكون مدخل لاهتمامهم بالكتاب والبحث عنه, دور النشر العالمية وأغلب الكتاب الناجحين في أمريكا مثلا, يخَصص لهم رحلة ترويجية لكتبهم يلتقون الناس في الجامعات والمكتبات العامة والخاصة للحديث عن الكتاب وقراءة أجزاء منه وهي فكرة ناجحة مهما كان عنوان الكتاب فسيجد من يهتم به ويتبادل معلوماته ويهتم باللقاءات الخاصة به , لا أجد بها شخصيا أي عيب, ولكن من حق من لايحب التعامل مع الكتب بهذه الطريقة أن يمتنع عن حضور مثل هذه اللقاءات أو يختار كتبه بعيدا عن هذه الدعاية لكن ليس من حقه محاولة الاستخفاف بهذه المحاولات أو التقليل من تأثيرها بل ونعت المستجيبين لها بالسطحيين أو ما إلى ذلك, خصوصا المبتدئين بالقراءة, أضافت فوز نقطة جميلة في حديثها عن التسويق عن الكتب قائلة:” لا أجد بأسا في التسويق أبدا ! وكيف سنعرف عنها إن لم يسوّق لها ؟ المشكلة ربما في الذائقة التي تتحكم وتستولي على فكر دور النشر أو المؤلفين .. يعني التسويق غالبا يأتي للكتب التي يطلبها الجمهور وهي غالبا تكون كتب بسيطة معرفيا على حساب الكتب الجيدة والتي تستحق تسويق لفائدتها العلمية”.

وتتفق معي فوز بأن إعداد القوائم وتبادلها أمر صحي, فكيف نطالب بمجتمع مثقف ويتبادل الحديث عن الثقافة وغيرها إذا كان الحديث عن الكتب والتجارب  يوجه لها الانتقادات, جزء كبير ممن يبحث عن كتب يقتينها من خلال تلك القوائم لا ينسخ أسم الكتاب فقط بل يلحق ذلك ببحث عن الكتاب والكاتب ومحتواه والآراء حوله وهو أمر ممتع إن لم تكن قد جربته سابقا, فجربه لتعرف جمال التجربة قبل انتقادها, أما نقطة نسخ قوائم الآخرين دون تفكير هي النقطة التي يجب أن تنتقد وليست “العملية بأكملها”.
وأخيرا تساءلت كثيرا لماذا ننتقد الحضور للمعرض؟ قرأت تقريبا خلال أيام المعرض مجموعة من المغردين ينتقد الحضور الكثيف للمعرض ويدعي بأن نصفهم قدم للاستعراض, وكأن الثقافة موجهة لشخصه فقط,  مجرد التواجد في المعرض وكثافة الحضور فيه أمر يبشر بالخير في رأيي ولو خرج من قيل عنهم بأن حضورهم مجرد استعراض بكتاب واحد فقط وقرأه ووعاه وغيّر محتواه مافي نفسه لكفاه حقا.

المشاهدات 2٬235
التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books قالوا - Quotes

كافكا على الشاطئ

9 فبراير، 2013

photo-(10)

“عاجلا أم آجلا – تتفجر هذه الحياة البسيطة ذات المحور الواحد إلى شظايا”*

رواية : كافكا على الشاطيء – هاروكي موراكامي
المركز الثقافي العربي
ترجمة : أيمان رزق الله
حسابي في موقع قودريدز

تحذير : إذا لم تقرأ الرواية لا تكمل بقية السطور , لا أريد أن أفسد عليك بعض المتعة أثناء قراءتها..
لم تخيّب ظني النهاية , لو كانت  بطريقة غير هذه لكنت تحسرت على الأسبوع الذي قضيته بين صفحاتها, لم أبحث عن نهاية تفسر الأحداث كنت أريدها مبهمة غريبة مثل الأحداث وكانت كما تمنيت.
بين حياتين  “كافكا ونكاتا”  ينتهي الأول ليبدأ الثاني من جديد, في عالم غرائبي وغير متوقع, هروب الطفل- الشاب , كافكا تامورا من حياته السابقة خوفا من “تدمير روحه”  ليجد نفسه في وسط  غابة متشابكة , الحياة غابة حقيقية, متشابكة الخطوط والأقدار.

“هناك عالم آخر مواز لعالمنا هذا, وإلى حد ما يمكنك أن تخطو إليه وتعود منه آمناً. طالما كنت حريصاً, ولكن تجاوز هذا الحد وستضلّ الطريق. إنها متاهة.”*

هروب كافكا أوصله للفراغ بين العالمين يخترقه حتى يصل للموت  يجده هادئا بشكل لم يفهمه, أشعر أن جزء الغابة واختراقها ما كان إلا رمزا عن تعبه من الحياة التي تدمره ويأسه حتى وصل للموت على قدميه , و ما كان رميه لبوصلته وحقيبته إلا تخلي عن كل ما يربطه بالحياة لذلك وجد الجنديين الحارسين بعد ذلك مباشرة.
الرواية أقرب وصف لها بأنها مجنونة, سيريالية, لم أكن أبحث بين سطورها عن أي شيء منطقي  ولم أستغرب بأي تفصيل يضاف, حينما أقرأ عن رجل يحدث القطط ويسقط السمك من السماء؟ هل علي أن أنتقد أي حدث بعد ذلك بالراوية ؟ لا أعتقد لذلك جعلت الجنون يقودني حيث يريد.

“حولني العيش إلى لا شيء  أمر غريب … يولد الناس ليعيشوا, صح؟ ولكن كلما عشت أطول , فقدت ما في داخلي أكثر فأكثر – وصرت خاويا”*

مواجهة النفس حقيقة بكل التفاصيل التي مر بها الشخص ربما تساعده على الخيار بشكل أفضل هل يريد أن يموت؟ هل يريد العيش في المدينة الصامتة؟ , هل يريد إتباع عجوز يحدث القطط ولا يعرف القانون؟  وغيرها من التفاصيل, كل شخصية في الرواية واجهت نفسها بما تعتقد بأنها “هي” لتتصالح في النهاية وتقبل مصيرها وتتعامل معه.
أحببت المعلومات التي مرت خلال الـ621 جنونا , المعلومات عن الأكل الياباني والمدن والتاريخ , تشابك الأحداث والتقاءها في النهاية, لم أشعر بالملل لأنها حكت أيضا عن الموسيقى العالمية والأدب الياباني القديم أسماء مثيرة للاهتمام تمر على القارئ الذي يجد نفسه أمام تلميحات ودروس أدبية قد تعطيه لمحة عن أسماء وقصص وحياة العديد من الأدباء اليابانيين, الحوارات التي تحمل أفكارا فلسفية مبهرة حقا, أعيدها مرة ومرتين خصوصا حوارات كافكا وأوشيما, كأنني فهمت بأن كل مانمر به أو حتى جزء من الضياع الداخلي سنجده في الكتب الكلاسيكية القديمة كإجابات وخطوط إرشاد وحكم.

“أنا أحب غريبي الأطوار… أما الأشخاص العاديين الذين يعيشون بطريقة عادية فهم الذين يجب أن تحترس منهم”*

فكرت كثيرا بعد الانتهاء منها ماذا اكتب؟ وقررت أنني سأفتح “مستند ورد ” وأكتب دون تفكير, لأنني لن أكتب هنا محاولة لتبرير أو ترتيب جنون موراكامي, هذه أروع تجربة لي مع هذا الكاتب في أول قراءة له لم أفهمه حقيقة بالشكل الكافي, لكن مع “كافكا على الشاطئ” أخذني لعالم مختلف حقا كنت أحتاج لجرعة من هذا النوع الغامض تعيد لي التوازن الداخلي وفعلا وجدتها هنا, ربما انتهت دون أي أشارات أو إجابات لكنني أفضلها هكذا لأضع ما أريده من إجابات أو لأبحث في عقلي عن ما لا اعرفه حتى أملّ وأعود لأفكر.

ملاحظة إلى نفسي:  “عزيزتي مشاعل المستقبلية , ربما تودين قراءة هذه الرواية مرة أخرى عني شخصيا أرشحها لك جدا في عمر مختلف وحالة فكرية مختلفة, لأتأكد من أن هذا الجنون يروق لك , لا تترددي إذا ما وقفتي يوما أمامها في مكتبتك, لكنها لا تقرأ فقط لتجاوز حالة الملل , تقرأ لأنك تريدين قراءتها, وقت ممتع أتمناه لك”.

photo-(6)

“إذا تذكرتني أنت, فلا يهمني إن نسيني الجميع”*