لطالما حلمت في صغرها أن تكتب يوماً رسالة حقيقية تمسك ورقة وقلم وتخط عليها بقلمها تقطع ورقه وتشطبُ سطراً
تعبئ السلة الصغيرة التي تقبع في زاوية غرفتها بالكثير من الأوراق المتناثره وتجمعها لتتخلص منها جميعها تسهر ليلة وليلتين لتخط رسالة واحده , ثم تركض بإتجاه صندوق البريد لتلقي فيه تلك الورقة بفرح ,,,,
حينما كَبُرت بالقدر الذي أكثر الزائرين لمنزلها والمتوددين لوالدها سحبت ذات ليلة دفترها الصغير المخبئ بإنتظار أن تخط عليه يوماً سطراً في رسالتها الأولى و دون أن تفكر بإختصار كلمة أو تهتم لشطب أخرى جهزت الظرف وكتبت :
آووووه ,
لا أذكر متى كانت آخر مرة تسحب فيها خيط الكلام من يدي لتمسك بكل شيء
مضى زمنٌ بعيد على آخر مرة أنصت بها إليك كـ طفلة مبهورة بكل ما تلقيه إليها ,
كنت أتعجب من أي الكائنات أنت ومن أين أتيت ؟
كنت قاب قوسين أو أدنى من أن أصدق بأن الملائكة تسكن هنا بالجوار
وأنها ربما تخرج لنا يوماً,
إمممممم
تلقت هذه الكتلة التي أحملها فوق أكتافي منك الكثييييير تعلمت أبجديات الفضول حتى صارت أفكاري لاتتوقف على ما أتلقاه
إنما تعلمت جيداً كيف أجمع كل الحقائق لأستخرج ما أستطيع تصديقه فقط
لم أعد طفلة وعقلي كذلك , إمممم أتصدق أصبحت ( واعية ) إحزر معي كيف حدث هذا ؟
ها أنا ذي أنتظر قدومك أو بالآحرى سأتي إليك ولن أنسى أبداً أن أحضر ورقة وقلم لنحصي أنا وأنت عدد الكاذبين أوه
نعم نسيت أنني تعلمت منك أن لا أخشى إن إستحالت شفتاي فوهة تنطلق منها رصاصة لتصيب أحدهم في مقتل
إذا دعني أقول انني سأتي لأحصي أكاذيبك الكثيييرة التي سكبتها ذات مكر على رأسي الصغير ,,,!
أريد فقط حضورك لتكون شاهداً بأنني فعلاً كبرت وكل حماقاتك لم تعد تجدي نفعاً وكل أكاذيبك التي لاتجد منفذ للحياة إلا من خلالي,
أصبحت سخافات تضحكني جداً , بل وتصل بي حد أن تغرق عيني دمعاً ضاحكاً أسمعت بالدمعِ الضاحك ؟ أووه لا يهم لأنني أيضاً
لم أعرفه إلا هذه اللحظة ..,!
هيا تأهب لتسمع قائمة الأكاذيب , ولأني صاحبة قلبٍ كبير سأترك لك المجال بأن تشاركني متعة كشف ألاعيبك إذا تستطيع أن تحزر معي ,,,!
فتاة كبيرة جداً
أغلقت الظرف و أحكمت إقفاله , ركضت بإتجاه صندوق خشبي ألقت به رسالتها ومضت في طريقها ….!
دون أن تلتفت بالرغم من إنها تعرف جيداً بأنها أغفلت كتابة عنوان لتطير إليه رسالتها .