الرغبة في النظام هي بالوقت ذاته رغبة في الموت لأن الحياة خرقٌ دائم للنظام *
,
* ميلان كونديرا
“فالس الوداع “
الندم وحده لا يكفي. الرحمة لا تشترى بالندم. إنها لا تشترى أبدًا. *
هيرمان هيسة – الرحلة الى الشرق
صادرة عن دار ورد
ترجمة : ممدوح عدوان
104 صفحة
تبدأ بـ قصة هـ هـ الذي اشترك في رحلة رابطة إلى الشرق، يسيرون باحثين عن الحقيقة ويعيشون بجوٍ تسوده الألفة والأخوة، يواجهون اختبارات من القادة العليا في الرابطة، لمعرفة مدى تصديقهم وأيمانهم الداخلي بما يقومون به. هـ هـ النادم وهو يروي القصة يحاول أن يضع إصبعه على الخطأ الذي ارتكبه ليضيّع الطريق والقافلة والأفكار، يشعر بالندم وهو يمسك دفتره ويحاول أن يكتب رحلة الشرق متحاشياً أن يكشف سر من أسرار الرابطة التي أقسم يوم انضم إليها أن يصون الأسرار.
في كل روايات هيسه يكون الحديث روحانياً تتكلم الروح بينما الجسد يكون أداة خارج نطاق الوصف أو الكلام وبلغة شاعرية شاهقة ينتقي بها قرائه، المخاطب في كل حكاياته هو الفكر له سحر خاص يروي به ويصل إلينا محرض الخلايا الداخلية على التفكير. على ضفة نهر بينما الحروف تتقافز لتصبح أشكالاً تتفرقع بالهواء عالياً كانت الأفكار تعبث بعقل الموسيقي المضطرب وهو يفكر ويفكر و يفكر … إلخ
روبرت بلاي أحد أكثر الأسماء تأثير في الساحة الشعرية الأمريكية. أصدر حتى الآن 30 مجموعة شعرية. كما أقول دائماً أقرأ الشعر حينما يكون مزاجي مضطرب جداً.
حين تمسك يدي من تحب
ترى الأقفاص الدقيقة….
عصافير صغيرة تشدو ..
في الغابات المعزولة..
وفي براري اليد العميقة.**بلاي
مستعمرات صغيرة من الناجين -روبرت بلاي
ترجمة سامر أبو هواش
دار الجمل
,
لم تات. قلت :ولن ….اذا
سأعيد ترتيب المساء بما يليق بخيبتي
وغيابها:
اطفأت نار شموعها
اشعلت نور الكهرباء
شربت كاس نبيذ وكسرته
ابدلت موسيقى الكمنجات السريعة
بالاغاني الفارسية
قلت:لن تأتي . سأنضو ربطة العنق الانيقة (هكذا ارتاح اكثر)
ارتدي بيجامة زرقاء. امشي حافيا
لو شئت . اجلس بارتخاء القرفصاء
على اريكتها فانساها
وانسى كل اشياء الغياب *
كزهر اللوز أو أبعد -محمود درويش
دار رياض الريّس
34 نص موزع على 202 صفحة , بين الانا والـ هي و الــ أنتِ و المنافي الأخر.
سدهارتا – هيرمان هيسه
112 صفحه
ترجمة :ممدوح عدوان
صادرة عن دار : ورد
*الحكمة شيء لا ينقل الحكمة التي يحاول حكيم أن ينقلها تبدو دائماً سخيفة..المعرفة يمكن أن تنقل .
التفكير دائماً بالهدف وتوجيه كل الطاقات الفكرية لإيجاده قد تجعله يفر من بين أصابعنا كـ الزئبق يجب أن نجعل شيءً من حواسنا مستعد لالتقاط المعرفة من كل الاتجاهات، مستعد للإنصات ربما كان الهدف مجرد بداية في البحث تقودنا لفهم جوهري لأرواحنا.
ما هي الحياة ؟ هل هي مجموعة أفكار ومعاني واضحة للجميع مباشرة في المقاصد أم أنها لغز كبير لا يصل إليه احد إلا حينما يتربع البياض فوق الرؤوس هل نعُد ماضينا بكل خيباته وأخطاءنا وقتها سلم حقيقي قاد نحو فِهم أعمق وأكبر؟ كل ما في هذه الحياة هو مُعَلّم لسدهارتا بما فيه هذه الصخرة الصماء وذلك النهر الذي يلغي الزمن والمكان ويبقى نهراً واحد في كل جزء منه، في تطواف سدهارتا الذي نشأ إبراهيمي و شب عن طوق والده لأنه يريد أن يبحث عن هدف و عن الحقيقة مر خلالها بـ تجرد السامانا من كل شيء، بحث عن السعادة الراحة في عيش الحياة بكل سخفها كما هم البشر الذين يعدهم دوماً أقل منه إلى أن غاص في نهر اليأس يبحث عن نفسه وعن الهدف الذي لم يجده في شيء، حتى تعلم الاستماع جيداً، بمجداف و طوافة وجعدات صغيرة حول العينين أتحد مع كل ما حوله وسمع صوت حديث النهر للحياة ,
*إننا نجد عزاءات ونتعلم حيلاً نخدع أنفسنا بها ولكن الشيء الجوهري (الطريق) لا نجده
حين يشق الفجر قميصه – مي منسّى
عن دار رياض الريّس – 334 صفحة
,
الحياة ماهي الحياة ؟ سوى حفنة ماء يدعها الصغار تسيل لاشعوريا بين أصابعهم في تاريخ الزمن الحياة هي لا شيء سوى سكره وحده الموت الحقيقة
,
حين يشق الفجر قميصه تروي مي منسّى فى 340 صفحة من القطع المتوسط حكاية القدر الذي حصر حياة مايا بين حربين و وجعين على المسرح البعيد ” روسيا ” تسافر مايا بأحلام كبيرة لتعلم الموسيقى في بلد الموسيقيين لتجد نفسها تدفع بذلك ثمن حرية الهاربين من الثورة البولشيفية وحقد المحاصرين ” الغير ” قادرين على الحياة في بلد الحرية المحدودة و الإتهامات الباطلة تجد البطلة نفسها في بلد بوشكين متحولة إلى غجرية من غير أمتعة سوى كمانها ملقى على كتفها كطفل يبكي فتجعل القوس يهدهده بحنان يجيء ويذهب فإذا بالألحان تخرج منه تنادي ” لبنان ” الوطن التائه بين حروبه تنادي الذكرى القديمة والتوأم الذي كان جزء مبتوراً من تاريخ ايامها أنسّلَ من بين أساطير التاريخ و آلهة اليونان تخرج من بين شفتان عرآبة ” لا هو موتٌ ولا هو حياة ” .. فتطير قبعة القش المزينة بشريطة عبر النهر , حينما هدأت ثورة لبنان عادت تتفقد وطنها الذي تهدم سقفه بفعل قذيفه لم يكن الأثر الوحيد أن قتل الكثير بل أستحال وطنها القديم الى وطن شوهة نفسيته الحرب و الأحزاب , في روايات مي منسّى تظهر الصحفية التي كانتها شغف الكتابة و الطفلة الصغيرة التي تحكي عنها هي تقطف الياسمين من أما باب الدار , الضيعة و القرية الصغيرة تلعب دوراً في قصصها حينما يبحث أحدهم عن حب مدفون داخل فناء منزل أو حياة تطير ممزوجة برائحة القهوة , مي منسىّ الناقدة الأدبية و الموسيقية تظهر في شغف الشخصيات لأنغام الموسيقى ذائقتها الرائعة في أنتقاء المعزوفات التي تفتن الشخصيات في سطورها من بين سوناتا بيتهفون إلى باغانيني تجعل الأحرف التي نقرأها كأنها نوتة موسيقية يخيّل لنا ان هناك نغمٌ يأطر الحكاية والموسقى تاخد شكل َ الحرف الذي يحتويها تارةً ببكاء و تارة يطير ويرقص فرحاً , تجعل من الكمان و القلم بلسم يعالج آثار الجروح المتحولة الى نتوء و خطوط غائرة على جسدها , ونفسها المتعبة من الحياة , ثقافة ولغة مي منسّى تنساب برشاقة وجمال كأنها يلف الحكايا بشريط أحمر معقود كما في الهدايا .
في مواجهة أسرار الكون تغدو الكتابة كما الموسيقى كما النحت في الحجر مغامرة لكل كائن يسعى إلى علاقة مطلقة .
,
روايات قرأتها لمي منسّى :
أنتعل الغبار وأمشي
ساعة رملية
اكثر من طريقة لائقة للغرق – سيلفيا بلاث
ترجمة : سامر أبو هواش ,
صادر عن : مشورات الجمل
142 صفحة
تقول سيلفيا بلاث أن: “ الموت فن ككل شيء آخر ,وهو فن أتقنه بشكل أستثنائي “,
هل تعد هذه إشارة لطريقة موتها ؟ فعلاً أنتحرت بطريقاً إستثنائية وحشية , بعد أنفصالها عن زوجها , عاشت طفولة يتيمة الأب أعتزلت قبل الإنتحار لتدون الكثير من إرثها الشعري أول مره اتعرف عليها في كتاب “سيجيء الموت وستكون له عيناك” لجمانة حداد.أنطلوجيا للشعراء المنتحرين وتوقفت كثيراً عند صورتها ” بالأسود والأبيض ” وشدتني المقاطع التي ترجمتها جمانة وأردت أن أتعرف على بركان الغضب “سيلفيا بلاث ” وها أنا أمر على نصوصها في هذا الكتاب وأحببت الكثير من المقاطع فيه , لا أعرف كيف أقيم الشعر فقط أقرأه حينما يكون مزاجي معطل لاتتجة بوصلته لشيء ,حينما لا أشعر بشيء يكون الشعر وجهتي , وانا أحمل كتاب الشعر , وبيدي قهوة مرة و وجهي خالي من كل تعبير .
من المسودات قرأتها في : Mar 06, 2009
,
جميلة لكنها لاتتناسب مع النوع الذي يشدني للقرآءة , هي أشبه بسرد أسطورة ذات مغزى أو حكاية يرددها الحكماء نسقط ما فيها علينا على حياتنا على مانحب ومانكره وعلى طريقة تعاملنا مع الحقائق والمستجدات ,
هل صحيح أن مانحبه سواء كان صفه أو شيء جيدشيء يلتصق بنا آخراً ؟
مامعنى أن نعيش بنمط ميعن ثم نحاول أن نحيد عنه بإختلاق أكذوبة أكبر من تلك التي نبذناها سابقاً ؟
وماهي الحقيقة ؟
رواية تثير الأسئله لماذا وكيف وهل ؟!
قطعت أكثر من نصفها دون أن تشدني لا أعلم السر !
منها :
طلب الموت هو الذي يهب الإنسان الحياة
أيقن أن الموت ليس أن نموت لكن الموت هو أن نفقد الأمل الموت هو أن نعجز عن الحلم
تقيمي لها : 3 من 5
-أي قيمة ستكون في الحياة إذا لم نكن معا؟.أهربي معي
– تنتظر قراري ؟ ؟
-هذا بالضبط ماطلبته سنرحل إلى لندن، وسنكون في اسكتلندا كرجل وزوجته
– أترك كل شئ؟
– كل شئ، هذه الطريقة الوحيدة لنكون معا
* من فلم ( Becoming.Jane.2007 )
سيرة الكاتبة جين أوستن النهايات المشابهة مؤلمة جداً بالنسبة لي، كيف لي أن أنتزع الأفكار التي تنبت مع كل الأفلام؟، وأكف عن إسقاط هذه النهايات على حياتي مجرد تخيل الفقد هو ألم كبير فكيف بحدوثه واقع ؟ ربما أقع في خطأ كبير حينما أعتبر كل مشاكل العالم مشاكلي الخاصة وكل حدث أعرف عنه وأن كان حدث قبل وجودي على هذه الحياة هو سبب لأشعر بالحزن أو الفرح، متى أكف عن حشر أنفي في كل تلك الدوامات ؟ أعتقد أنني لن أكف أبداً