رسائل الى روائي شاب – ماريو بارغاس يوسا
دار المدى
ترجمة : صالح علماني
131 صفحة
مجموعة رسائل بين الروائي البيروفي ماريو بارغاس يوسا و شاب مجهول أراد الحصول على بعض النقاط التي يرتكز عليها في عمله الأدبي , الرسائل تحمل الكثير من النقاط التي قد تشكل تساؤلات كثيرة تحيّر أي روائي شاب ,الزمن ,الخاتمة ,الشخصيات, طريقة الفصل بين الراوي و القصة وكيف نمزج بين الخيال والحقيقة وكيف نوظف الحقيقة لاستنباط حكايانا الخاصة و أهمية الدخول للداخل واستخراج كل طاقاتنا الكتابية في العمل وكأنه الأخير , عبارة عن اثنتا عشر درس بينت لنا رؤية يوسا الكتابية و نقاط النقد لديه و أيضاً تحدث عن الكثير من الكتب الملهمة بالنسبة له ككاتب له أعمال كبيرة في عالم الرواية التي قال عنها يوسا أنه لم يأتي الزمن الذي تستغني فيه عن الرواية بعد , كتاب جميل جداً من يوسا ربما فهمت بعده الكثير من طريقته يبقى بخصلاته البيضاء أعلى رأسه و نظراته الطفولية الأفضل لدي ” هل نصنف الجملة الأخيرة تحت عنوان غزل ؟ ؟”
أيقونة قلب فسفوري
بناتليون والزائرات – ماريو بارغاس يوسا
صادر عن دار المدى
ترجمة : صالح علماني
311 صفحة
,
النقيب بناتليون المخلِص المتفاني في عمله يعيش الجيش في عروقه و لا يتخيل أنه يستغني عن نظام الجيش في حياته أو عن البذلة التي يرتديها والشرائط التي تلصق على كتفه كل عام , يجد نفسه في خيار بين طبيعته المتزنة المستقيمة وبين أمر عسكري من القيادة العليا ليدير ” منزل زائرات ” للحد من العنف الجنسي الذي تفشى في الحاميات العسكرية على نهر الأمازون حيث أنه لم يعد هناك أسبوع يمر دون شكوى من الأهالي عن حالات اغتصاب يقوم به الجنود لبناتهم وزوجاتهم , يحاول بانتا أن يبقي الأمر طي الكتمان لكن في مدينة صغيرة مثل إيكيتوس تجاهر بالطهر وتخفي الرذيلة بل وتتمناها تنتشر الشائعات عن بيت الزائرات ويصاب الناس بالهياج لرغبتهم أن ينضموا لمن تخدمهم الزائرات لكن الأمر يبدو مستحيلاً أن يجندوا المزيد من الزائرات من أجل جميع رجال المنطقة , يوضّح بارغاس كيف أن الجيش قد يبيح لنفسه حتى العهر بأن تتم معرفة نتائج المشروع بتقارير عسكرية تحيل الأمر المقدس إلى ابتذال كبير , لكن لشخص مهووس بتنفذ الأوامر يدير بانتاليون المشروع بنجاح باهر ويتجاوز مسألة الصراع النفسي بأن يقنعها أنه مجرد عمل يقوم به لخدمة الجيش ومن أجل راحته , هل يستطيع الإنسان أن يسوّغ أفعاله مهما كانت متردية في العهر ؟ ومهما كانت تجني على الأخلاق ؟
* لم أجد صورة لغلاف الكتاب وقاتل الله الكسل الذي يمنعني من رفعها بالإسكينر :dr: ,أعدكم في القريب العاجل أن اتخلص من الكسل لكن رفع الصورة لا أعدكم به :jaz:
النقد الثقافي- قراءة في الأنساق الثقافية العربية
11 يونيو، 2010,
النقد الثقافي ( قراءة في الأنساق الثقافية العربية ) – د – عبدالله الغذّامي
صادرة عن : المركز الثقافي العربي
312 صفحة
,
بدأ د-عبدالله الغذّامي بالحديث عن مدارس النقد الحديثة والنظريات النقدية التي تشكلت منها “البنيوية والتشريحية والتاريخانية ” وعن مؤسسيها ونظرتهم للثقافة، وفي المباحث السبعة التي رصدها لكي يوضح النسق الثقافي المرتكز على البلاغة الشكلية وتجاوز المضمون الذي أخذ يسير على نسق واحد بصناعة “الفحل الشعري” والأنا الشعرية الظاهرة في الشعر العربي التي صبت كل القدرات البلاغية لخدمة ” المدح ” والممدوح ” وكيف تحولت الثقافة لحالة تكسّب لدى الشعراء والكتاب وتجاوزت أدوارها الأخرى بأن ارتبطت في العقليّة العربية بهذه الأغراض فتسرّبت إلى المناحي الأخرى بالحياة. ويعرج كتابه على تاريخ العقلية العربية، ويقول بأنها ماهي إلا دليل على هذا، في إقراره بأن ” أناه ” المتمثلة به وبالقبيلة أصبحت هي رأس العالم والبقية هي الذيل وكيف أثر هذا على عدم تقبلنا للآخر بأي شكل من الأشكال.
وضّح في الفصول الأخيرة أن الثقافة العربية لازالت –وإن اتخذت غطاء حداثي – على النسق القديم والفكرة القديمة كما أن الغذّامي طبق نظرية الكتاب على حالات عربية توضح النسقيّة التي أتى بها كما أستدل بأكثر الشعراء حداثة أو من أعتبر بدء بالشعر الحداثي مثل أودينيس و ألقى نظرة على شعره باستخدام نظريته و كيف أنه لم يفعل سوى أن غيّر الغطاء الخارجي لشعره بينما المعنى والأفكار هي تابعة للثقافة العربية القديمة وقارن بينه وبين تجديد السياب ونازك الملائكة.
بالرغم من فكرته الدسمة التي قد توحي بمحتوى معقد إلا أنه كتاب رائع خالي من التعقيد يستحق القراءة .
نـُزل الظلام- للمدون ماجد الجارد
صادر عن دار الانتشار العربي ,
128 صفحة
يبدوا أن حياتي لا تعرفُ سوى بُعدين إما النور أو الظلمة, و إما البقاء أو الترحال , إما بذخُ الأمومة أو واحة الحرمان مفتقدة البُعد الثالث , ذاك القائم بين بُعدين المعنِي بتحقيق التسوية حتى لو كانت بالعُتمة وإستراحة المسافر وحد الكفاية ,أما يكفيني حرماني من رؤية وجه أمي !!
النور حالة ” حلم ” للمكفوفين، يرسمون خارطة طرقهم بحواسهم الأخرى برائحة الأشياء و أصواتها، “نزل الظلام”، بتناول حياة بعض الطلاب في معهد النور للمكفوفين يبدأ بدخول طالب إلى المعهد بعد أن فقد بصره تدريجياً يشاهد الأشخاص حوله -وجوههم وأشياءهم- ببعثرة غريبة وكأنهم ألوان ملقاة على ورقة بلا ترتيب يبحث عن نور قوي حقيقي ليتمكن من تلمس طريقه داخل المنزل يجذبه قلب أمه وحبها كالمغناطيس لا يحتاج في سبيله إليها أيّ نوع من الأضواء لكن حينما كبُر أجبر والداه بقلب يعتصره الألم لفراقه بأن يدخلونه معهد للنور حتى يستطيع إكمال تعليمه ويلتقي هناك بمجموعة أصدقاء تجمعهم أضواء قوية تنطلق من الداخل نور الأمل وحب الحياة يقودهم للسخرية من ” عماهم ” حينما وجدوا أنفسهم مجبرين على قطع شارع عام في رحلة تعد مغامرة بالنسبة لهم، يحكي الكاتب عن روتين المعهد و قصوره عن تفهم أعمار المكفوفين كأنهم فقدوا مع فقدان بصرهم حقهم بأن يعيشوا الحياة كما يحلو لهم، من خلال سرد لأحداث حياتهم يوضّح أنهم لا يواجهون معضلة كبيرة هناك عدة أوجه في الحياة تهديهم النور الساطع، لغة الكتاب رقيقة يمكنك الإنتهاء منه في جلسة واحدة.
غرناطة بني نصر – أنطونيو غالا
صادر عن دار ورد للطباعة والنشر
ترجمة رفعت عطفة
,
يسرد أنطونيو غالا تاريخ غرناطة وكأنها تحولت لعجوز الحكايات تروي قصتها منذ تأسيسها حتى سنوات احتضارها الطويلة بين معاهدات وهدنة استعداد و حصار حول أسوارها، يمر السرد على تفاضل غرناطة بين الأزمان الجميلة تحكي عن أفضل سلاطينها وعن ساكنيها ثقافتهم وفنونهم المنتشرة هناك والشعر و العلم عن مباني غرناطة و شوارعها وأزقتها، عن أبوابها وأحيائها ومزاج ساكنيها عن لغة السكان واللهجة التي يتحدثون بها عن الألف التي تمتد وكأنها ياء تنطق بمرح، عن خبث الساسة ونخرهم في أساسات الإسلام هناك عن الأديان التي تمازجت في الأندلس وتعايشت بسلام ورقيّ عن كل العلوم التي أهداها الإسلام إلى أوروبا وكيف تتحدث غرناطة بعد زوال مؤسسيها تتساءل هل المدن في منأى عن الموت ؟ هل تشعر المدن بمن يحبها ؟.
هذا الكتاب يعد مقدمة لمن أراد أن يقرأ عن غرناطة وبنو نصّر في الأندلس لكن يجب أن نمسك قلم و ورق الملاحظات الأصفر لنحدد عن أي الأحداث أو الموضوعات سنبحث في مكان آخر لنتوسع في المعرفة جميل يستحق القراءة رغم أنه مؤلم أن نقرأ عن مجد زائل ليس لدينا حتى اليوم أجمل منه لنتحدث عنه أو نفخر به.
المدينة كالمرأة، شعورها بأنها محبوبة يجملها شعورها بالتوتر في سبيل قضية حميمية يمنحها الكمال
سيرة ذاتية تقطر حروفها إيزابيل أثناء انتظارها في ممرات وغرف المستشفى المدريدي الذي بقيت تركض منه وإليه كل يوم على أمل أن تفتح باولا عينيها الجميلتين، لتقول وهي نصف مغمضة بعد النوم الطويل: أحبك يا أمي.
سابقاً في فترات تتذكرها جيدا من خلال الكتاب، حينما كانت تحمل هموم المطلوبين للنظام المستبد ما كانت كلمة الموت لتشكل لها عائقاً عن مواصلة التقدم، لكنها الآن تهابه وهي تشاهد الموت يتربع فوق رأس باولا تارة ويختفي أخرى وكأنه يلعب معها لعبة لاتعرف معناها.
تتشبث بكل الخيوط التي تلقيها السماء لها كأمل واهن ضعيف لكنه كافي لأم تريد أي قشة لتستطيع عبور المحيط الهائج الذي ألقيت فيه ابنتها حينما تضاعف مرضها أكثر فأكثر , إزابيل في سيرتها الروائية تكتب بسخرية من كل هذا العمر وكل المآسي التي مرت بها لتقول أن لا شيء يساوي فقدانك يا أبنتي تترجاها لتعود تستمع إليها تطرق كل الأبواب حتى تلك الخرافية. وتحكي لها تفاصيل ودقائق كل ما يتعلق في حياتها حينما كانت طفلة بكل الخرافات التي كانت تعيشها بالقرب من جدتها و الأرواح تطوف حولها في منزلها القديم عن رسائل مخربشة وطفولية تبعث بها لروح جدتها الحاضرة تشبكها بستائر التاتا و حبها الخفي لذلك العجوز الذي كان حاضراً في كل مراحل حياتها رغم انها أدركت – ككل الأشياء الجميلة – عمق حبها له بعد فوات الأوان.
تسرد في كتاب لن تقرأه باولا أبدا كيف طرق النضوج بابها، كل ألعابها الخفية و تسليتها البريئة، العمر الذي قضته وهي تحارب الممل و الحياة الروتينية لتعود و تأخذ بيد زوج باولا بعد أن سرق منه المرض جسداً كان بالأمس حبيباً وقريباً وشهياً في المنتصف تماماً علمت أن باولا لن تعود أبداً أدركت ذلك جيداً لكنها وبقلب أم حزينة ترفض أن تقر بشكل نهائي بتلك الحقيقة الواضحة.
حينما انتهت من قصة طفولتها وحياتها والتذبذب الذي أحدثه غياب أب مفاجئ إلى تنقلات كثيرة زعزعتها تنظر لعيني باولا التي لم تعد تعي شيئا خارت قواها إلا أنها لم تقتل الشجاعة وروح المقاومة في قلبها، صفحات ساخرة بألم، كتبت من أجل أن تبقى باولا لكن الموت سحب البساط من تحت الحياة فنثر رماد باولا في الغابة التي أحبتها إزابيل وتحولت من جسد ميت هش إلى عالم يحيط بقلب أمها تتوحد معها في ساعات الحزن وتبقى ترقبها من بعيد لتطمئن بأن سعادة أمها كاملة .
كتب أخرى لإزابيل :
إنيس حبيبة روحي
حصيلة الأيام
أبنة الحظ
صورة عتيقة
بيت الأرواح
الإنسان ذو البعد الواحد – هاربرت ماركوز
صادر عن دار الآداب ترجمة جورج طرابيشي
في 268 صفحة .
إن المجتمع الصناعي المقدم لم يزيف حاجات الإنسان المادية فحسب بل زيف أيضاً حاجاته الفكرية فكره بالذات والفكر أصلا عدو لدود لمجتمع السيطرة لأنه يمثل قوة العقل النقدية السالبة التي تتحرك دوماً باتجاه ما يجب أن يكون لا باتجاه ما هو كائن وهذه القوة هي خاتمة المطاف قوة إيديولوجية .
الكتاب مقسم إلى :
– تخدر النقد -مجتمع بلا معارضة
– أشكال الرقابة الجديدة في المجتمع الأحادي البعد وانغلاق العالم السياسي فيه
– تغذية الفكر السلبي في الفكر الأحادي البعد و إحباط منطق التناقض
وفصول أخرى
,
السياسة هي الممارسة التي تتطور من خلالها المؤسسات الاجتماعية الأساسية وتتحد و تستمر وتتبدل إنها ممارسة الأفراد مهما تكن الصورة التي هم منضمون عليها ومن هنا كان لامناص من أن نطرح على أنفسنا من جديد هذا السؤال :
كيف يستطيع الأفراد المساسون الذين ينعكس تشويههم حتى في حرياتهم و صبواتهم ؟
كيف يستطيعون أن يتحرروا من أنفسهم ومن سادتهم في آن واحد وما السبيل إلى كسر الحلقة المفرغة ؟
,
يشرح ( في بداية التسعينات ) هربرت ماركوز عالم الاجتماع الراحل أطروحته التي أراد بها نقد المجتمع الصناعي الحديث، وعن سيطرته على حياة الشعوب الفكرية ومحاولة إقصاء الإنسان لأن المجتمع الصناعي عمد إلى تقسم الأعمال وإلغاء الفردية، ويناقش فكرة تسيس رغبات الفرد و حصرها في إيطار واحد رغم أن هذا الخيار الوحيد المفروض بالحقيقة يلبس قناع الحرية والتعددية وهو بالأساس مصلحة طبقة معينة حولت مصالحها بالسياسة و أوهمت الشعوب أنها مصالح عامة وحريات وخيارات متعددة.
يبدأ من الأساس من قيام الصناعات والآلات والتكنولوجية الحديثة على يد الإنسان من أجل أن تقوده وتوجه طاقاته ونشاطاته لتلك الوجهة الوحيدة، وهي من وجهة نظره النقدية، وسائل تدميرية و تسلط مقنّع.
الكتاب بالحقيقة لفت نظري لعدة موضوعات أود القراءة عنها لاحقاً لأستكمل نظرية ماركوز وأستطيع الإمساك بها من جهاتها المختلفة كتاب يستحق القراءة .
الندم وحده لا يكفي. الرحمة لا تشترى بالندم. إنها لا تشترى أبدًا. *
هيرمان هيسة – الرحلة الى الشرق
صادرة عن دار ورد
ترجمة : ممدوح عدوان
104 صفحة
تبدأ بـ قصة هـ هـ الذي اشترك في رحلة رابطة إلى الشرق، يسيرون باحثين عن الحقيقة ويعيشون بجوٍ تسوده الألفة والأخوة، يواجهون اختبارات من القادة العليا في الرابطة، لمعرفة مدى تصديقهم وأيمانهم الداخلي بما يقومون به. هـ هـ النادم وهو يروي القصة يحاول أن يضع إصبعه على الخطأ الذي ارتكبه ليضيّع الطريق والقافلة والأفكار، يشعر بالندم وهو يمسك دفتره ويحاول أن يكتب رحلة الشرق متحاشياً أن يكشف سر من أسرار الرابطة التي أقسم يوم انضم إليها أن يصون الأسرار.
في كل روايات هيسه يكون الحديث روحانياً تتكلم الروح بينما الجسد يكون أداة خارج نطاق الوصف أو الكلام وبلغة شاعرية شاهقة ينتقي بها قرائه، المخاطب في كل حكاياته هو الفكر له سحر خاص يروي به ويصل إلينا محرض الخلايا الداخلية على التفكير. على ضفة نهر بينما الحروف تتقافز لتصبح أشكالاً تتفرقع بالهواء عالياً كانت الأفكار تعبث بعقل الموسيقي المضطرب وهو يفكر ويفكر و يفكر … إلخ